يرى الكاتب والمحلل السياسي الأردني الدكتور منذر الحوارات ان هناك أهمية كبيرة للمنطقة المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان لوجود الغاز فيها وهي قلب اسيا الوسطى والتي تشكل جزءا من الممرات الدولية للغاز والنقل وطريق الحرير المستقبلي وبالتالي عدم الاستقرار فيها يهدد الامن والسلم على صعيد العالم والتبادل الاقتصادي ويضعفه.

وقال لموقع بكرا باعتقادي ان الصراع لا يقتصر فقط على الحالة الثنائية بين الدولتين بدون شك ستستفيد منه الأطراف سواء روسيا او تركيا او الاتحاد الأوروبي او حتى الولايات المتحدة , اندلاع الصراع في مقاطعة تافوش وهي القريبة من ممرات الغاز الاذرية في منطقة القوقاز لاوروبا والتي تشكل واحدة من النظريات التي تطرحها أوروبا وتركيا بان روسيا قد تكون هي التي قد اشعلت هذا الصراع وارسال رسالة لهما ان لا بديل عن الغاز الروسي لا من البحر الأسود ولا من منطقة اسيا الوسطي وستبقى روسيا هي المزود الرئيسي للغاز لاوروبا وتركيا ولذلك تبرر تدخلها في الصراع وبقوة.

وأشار الى ان روسيا ترفض هذه الاتهامات علما انها تبيع السلاح لارمينيا وأذربيجان وتتهم الغرب بمحاولة الاستغناء عن دورها وتحاول ضم أرمينيا اليها أي لروسيا, ولكن تبقى المخاوف الروسية قائمة فالرئيس الروسي يحاول ان يستثمر هذا الصراع شعبويا.

تركيا تتهم روسيا باشعال الصراع


ولفت المحلل الأردني الى ان تركيا تتهم روسيا بإشعال الصراع الأرمني الأذربيجاني وقال ان لدى تركيا قناعة بان روسيا تريد ان تضغط عليها في ليبيا وسوريا وشرقي البحر الأبيض المتوسط فهي أي روسيا تريد ان توسع حالة التدخل التركي حتى تتمكن من مبادلة المواقع هنا او هناك مع تركيا.

واكد الحوارات ان الرئيس التركي اردوغان يستفيد شعبيا من هذا الصراع لأنه يؤجج روح القومية تجاه الروس والارمن ولا ننسى العداء بين الأخيرة وتركيا كما يشبع باتجاهين الروح القومية والدينية كونه في لحظة ما قد يفسر بانه صراع ديني ايضا, صحيح ان الأذريين هم من الطائفة الشيعية ولكن من السهل امام اسم الإسلام يمكن استيعاب الصراع كصراع ديني, وبذكاء اردوغان سوف يستخدمه لصالحه فالوضع الاقتصادي في تركيا ليس على احسن ما يرام وبالتالي سوف يعزز وجوده باتجاهين اثنين نصرته للإسلام ونصرته للقومية التركية وهذا سيعطيه دفعا شعبيا كبيرا في تنافسه السياسي الداخلي وفي صراعه بإيجاد نفوذ في تركيا. فعندما يتدخل بقوة ويدعم الأذريين فهو يمتلك ورقه يضغط فيها على روسيا ويمكن ان تتم المبادلة في ملفات إقليمية أخرى كما ذكرت سابقا.

مصادر دعم


واستطرد "ان هذا الانشغال الكبير في الساحة الدولية تحتاج فيه تركيا الى مصادر لدعم كل موقف للموقف الاخر فهي تدخل في ملفات إقليمية ودولية معقده وهذا يتطلب حضورا ذهنيا وقوة لوجستية على الأرض , ربما في لحظة ما قد تتشتت الجهود التركية ولكن باعتقادي ان الجميع سيوظف الازمة الاذرية الارمينية لمصلحته , لا احد يعلم متى ستتدخل روسيا عسكريا , في حين ان تركيا تدخلت, لا احد يعلم متى يمكن للولايات المتحدة ان تتدخل وتعلن عن موقفها , صحيح هي في مرحلة الاعداد للانتخابات ولكنها حاضرة لسبب وهو ان عدم الاستقرار في منطقة القوقاز ومنطقة اسيا الوسطى سيكون سببا لتأخير المشاريع الصينية في هذه المنطقة, الولايات المتحدة حددت استراتيجيتها بان الصين هو عدوها المستقبلي والخطر على امن الولايات المتحدة والصين تستهدف منطقة القوقاز والشرق الأوسط بجهودها من خلال طريق الحرير , لا ادري الى أي مدى يمكن استثمار هذه الحالة ولكن اذا استمر الصراع فان كل طرف من الأطراف سيستفيد حسب مصلحته, تعودنا ان الصراعات لا تجلب الا الخراب وللاستقرار في المنطقة".

تحذير من حالة اضطراب

وحذر المحلل الحوارات انه في "حال لم يتوقف الصراع نحن مقبلون على حالة اضطراب في القوقاز ولكن هل ستتوسع في مداها؟ حتى الان لا لأنه يمكن ضبطها والسيطرة عليها في حال لجمت الأطراف الاقليمية وفعلت الاليات الدولية لإنهاء هذا الصراع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com