بتت المحكمة المركزيّة في حيفا ظهر اليوم الثلاثاء، 20.5.2014،  بقرار عميد الطلبة في جامعة حيفا إبعاد الطالبين طارق ياسين رئيس كتلة الجبهة الطلابيّة وأحمد مصالحة رئيس كتلة أبناء البلد عن التعليم، وذلك على خلفية تنظيم نشاط سياسيّ في الجامعة لإحياء ذكرى النكبة، ورفض القاضي ابعادهما وقرر اعادتهما الى التعليم ابتداءً من يوم الاحد القادم.

وعلم موقع بكرا من مصادر داخل المحكمة ان قاضي المحكمة المركزية اطلع على حسن سلوك الطالبين، ولم يجد في سلوكهما أية خلفية جنائية، أو مخالفة تمس بأمن الجامعة.

هذا وسيمثل خمسة طلاب عرب من بينهم الطالبين المذكورين و
أمير عيساوي، محمد طه وسامر عساقلة امام لجنة الطاعة التابعة للجامعة من جديد بتاريخ 5.6.

سوسن زهر: من المؤسف أن الجامعة احتاجت تدخلاً قضائيًا لتفهم مبادئ أساسيّة

              المسّ بحق الطلاب بالاحتجاج والتعبير عن الرأي هو تعسفيّ ومتطرف ومفوض

ويأتي قرار المركزيّة في أعقاب استئناف قدّمه مركز عدالة باسم الطالبين على القرار الإداري المجحف الذي اتخذه عميد الطلبة بحقّهما.

وفي أعقاب صدور القرار، قالت المحامية سوسن زهر من مركز عدالة، والتي مثلت الطالبين أنها تنظر "برضى إلى القرار السريع الذي اتخذته المحكمة بإعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة." وأضافت زهر أنه "من المؤسف أن الجامعة احتاجت تدخلاً قضائيًا لتفهم مبادئ أساسيّة: أن المسّ بحق الطلاب بالاحتجاج والتعبير عن الرأي هو تعسفيّ ومتطرف ومفوض."

خلال الجلسة التي انعقدت بحضور العشرات من المتضامنين، شددت المحاميّة زهر أن "ممثلي الجامعة يصفون القضيّة بمصطلحات مثل الردع وتشكيل الخطر على سلامة الجمهور، أيّ أنهم يضعون القضيّة في قالب جنائيّ، رغم أننا بالحقيقة أمام حالة مارس فيها الطلاب حقّهم الدستوري بالتعبير عن الرأي." في تعليقه على ما قالته المحاميّة سوسن زهر، أشار القاضي إلى أنه "لا يرى وجهًا للمقارنة بين هذه القضيّة والمخالفات الجنائيّة".

ورغم إلغاء القرار الإداريّ وأمر المحكمة بعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة يوم الأحد القادم، إلا أن الجامعة لا زالت تصرّ على تقديم الطلاب إلى لجنة الطاعة التي ستبتّ بالمخالفة المنسوبة لهم – تنظيم نشاط سياسي في ذكرى النكبة- والتي من شأنها أن تنظر في القضيّة وتُقر، أو لا تُقر، عقوبات بحقّ الطالبين. كذلك التزم الطالبان، في إطار قرار المحكمة، بعدم المشاركة في نشاطات غير مرخّصة في حرم الجامعة حتى انعقاد لجنة الطاعة في الأسبوع الأول من حزيران المقبل.

وكان قرار عميد الطلبة قد جاء بعد أن نظّم الطلاب العرب من كتلتيّ أبناء البلد والجبهة نشاطًا سياسيًا يوم 12.5.2014، بمناسبة ذكرى النكبة رغم قرار الجامعة الذي صدر في يومٍ سابقٍ بمنع إجراء النشاط. وقد بررت الجامعة قرارها السابق بمنع الفعاليّة بأنها من الممكن "أن تشكّل خطرًا على سلامة الجمهور". في أعقاب قرار الجامعة أقام الطلاب العرب نشاطًا احتجاجيًا وقفوا خلاله دقيقة صمتٍ، كما وأعربوا عن احتجاجهم على منع الجامعة إحياء نشاطاتٍ في ذكرى النكبة على مدار السنوات الثلاث الأخيرة.

الحزب الشيوعي: الإرادة الطلابية أقوى من القمع والإرهاب

واعتبرت الدائرة الطلابية في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في بيان أصدرته أنّ اضطرار إدارة جامعة حيفا إلى إعادة الطالبين طارق ياسين (سكرتير الجبهة الطلابية) وأحمد مصالحة (سكرتير أبناء البلد) إلى الجامعة، بقرار من المحكمة المركزية في حيفا، هو إنجاز هام.

وقال مركّز الدائرة الطلابية في الحزب الشيوعي والجبهة، فادي أبو يونس: أثبتنا مجددًا أن الإرادة الطلابية أقوى من سياسة القمع والإرهاب وكمّ الأفواه التي تتبعها إدارات الجامعات.

وأضاف أبو يونس: المطلوب الآن هو تصعيد النضال الوطني والديمقراطي في جميع الجامعات ضد سياسة كم الأفواه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com