أكد الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني اللواء الركن محمد علي الصمادي لـ بكرا أن مؤتمر القمة في القاهرة يختلف عن المؤتمرات السابقة، في ظل التحديات الكبيرة والمخاطر الجسيمة التي تواجه الأمن القومي العربي.

وقال الصمادي إن هناك خطورة حقيقية على الأمن القومي العربي، مشددًا على أن الرد الصارم والحاسم من الدول العربية سيجبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التراجع عن خططه لإحداث تغييرات جيوسياسية في الإقليم، والتي يجري التنسيق بشأنها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وشدد الصمادي على ضرورة رفض فكرة تهجير الفلسطينيين بشكل مطلق، مشيرًا إلى أن هناك حديثًا عن وضع خارطة طريق لإعادة الإعمار وتحديد هوية الجهة التي ستحكم غزة في سيناريو اليوم التالي، إلى جانب مقترحات بإرسال قوات لحفظ أو فرض السلام.

عربدة نتنياهو 

وأوضح أن نتنياهو يواصل عربدته في المنطقة، سواء في الجنوب اللبناني، جنوب دمشق، الجولان، الأرض السورية، الضفة الغربية و قطاع غزة، مما يمثل تهديدًا مباشرًا للإقليم بأكمله. وتساءل الصمادي عن قدرة القمة في القاهرة على فرض إدخال المساعدات إلى قطاع غزة رغم قرار نتنياهو بوقف كافة الإمدادات الإغاثية عبر المعابر.

ودعا الصمادي إلى اتخاذ إجراءات عملية وجذرية، بعيدًا عن البيانات الورقية، مشددًا على أن أنصاف الحلول لم تعد مجدية. وطالب بوضع تصور يحافظ على ثوابت القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن البيان الختامي للقمة يجب أن يكون عمليًا وقابلًا للتطبيق.

كما تساءل الصمادي عن استعداد الدول العربية لتحمل تبعات معارضة السياسات الأمريكية والإسرائيلية، رغم توفر الإمكانات العسكرية الهائلة. وشدد على أن الإرادة السياسية هي العامل الحاسم في توظيف هذه القدرات.

وأشار إلى أن ما يجري في الضفة الغربية من تهجير ونزوح سكاني قد يكون أخطر مما يحدث في غزة، حيث تم تشريد أكثر من 45 ألف مواطن وسط صمت عربي مطبق. وأضاف أن مسلسل التهجير يستهدف جعل القطاع والمخيمات الفلسطينية غير قابلة للحياة.

وأكد الصمادي أن الأمة العربية والإسلامية، التي يبلغ تعدادها ملياري نسمة، لم تتمكن من إدخال مساعدات إنسانية عبر المعابر البرية خلال 471 يومًا من القتال.

ودعا إلى اتخاذ إجراءات مثل قطع العلاقات الدبلوماسية، تجميد الاتفاقيات، وقف التطبيع، فرض حصار اقتصادي، ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل والولايات المتحدة، إلى جانب مقاطعة الشركات المتعاملة مع إسرائيل وإعادة العمل بالقائمة السوداء للشركات.

وفي ختام حديثه، حذر الصمادي من أن الموافقة على نزع سلاح المقاومة ستكون خطيئة كبرى، وسيدرك العرب نتائجها الكارثية بعد فوات الأوان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com