د.عباس الوردي لـ بكرا: لا توجه رسمي للمغرب بشأن تهجير الفلسطينيين

قال المحلل السياسي أستاذ القانون العام في جامعة محمد الخامس في المغرب، د.عباس الوردي لـ بكرا ، إن التوجه الذي عبرت عنه بعض المنابر الإعلامية، وربما الأمريكية منها، بخصوص تهجيير سكان غزة لا يعكس توجهًا رسميًا للولايات المتحدة الأمريكية، ولا للمملكة المغربية، ولا لمصر، ولا للأردن، ولا لأي دولة أخرى.

وأضاف أن من السابق لأوانه الحديث عن إعادة توزيع سكان غزة، لأن هناك توجهًا دوليًا رافضًا لهذا الطرح، وأبرز دليل على ذلك هو موقف الأمم المتحدة، التي أكدت بوضوح أنه لا اتفاق دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأكد د. الوردي أن موقف المملكة المغربية واضح وثابت، حيث تؤكد مرارًا على دعمها للسلام وحل الدولتين على أساس حدود عام 1967. كما أن جميع الدول العربية ترفض هذا التوجه، الذي ربما يكون مجرد اقتراح أمريكي، لكنه يواجه معارضة واسعة من الدول العربية والإسلامية، التي تشدد على ضرورة الحفاظ على الهوية المقدسية، وحماية النسيج الاجتماعي والسياسي لقطاع غزة.

وأشار إلى أن أي مناقشة لهذا الاقتراح يجب أن تأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وكذلك إدارة مختلف القضايا المتعلقة بالنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، فضلًا عن الموقف العربي الموحد تجاه القضية.

غير دقيق 

وأوضح د. الوردي أن الحديث عن استعداد بعض الدول لاستقبال الفلسطينيين غير دقيق، خصوصًا أن هناك معارضة أممية واضحة لهذا الطرح، حيث صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حدود 1967، هو الحل الوحيد المقبول.

كما شدد على أن مصر كانت واضحة في موقفها، حيث أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه القاطع لهذا المخطط، مشيرًا إلى أن جميع الدول العربية تتبنى هذا الموقف، ولا يمكن الاعتماد على تقارير إعلامية غير موثوقة للقول إن الإدارة الأمريكية تبنت هذا الاقتراح رسميًا.

وأضاف أن المفاوضات مستمرة، وهناك توجه أمريكي عام، لكن لم يتم ذكر المغرب أو دول أخرى في أي خطة رسمية. كما أنه لا توجد مساومات على دعم أي خيار دون إجماع دولي. وأكد أن الأولوية اليوم هي وقف إطلاق النار، لأن هناك اعتقادًا بأن أي تحرك بهذا الاتجاه سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار.

وأكد د. الوردي أن الحديث عن المغرب في هذا السياق غير وارد حتى الآن، خصوصًا أن المغرب يقود لجنة القدس الشريف، التي يترأسها الملك محمد السادس، وأكد مرارًا على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعلى التزامه بالسلام العادل واحترام السيادة الفلسطينية، مع الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف.