أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب للمرة الثانية، خلال مؤتمر صحفي في مارالاغو بولاية فلوريدا، حول امكانية ضم كندا وغرينلاند للولايات المتحدة ضجة واسعة واستفزازًا لعدد من الدول الأمريكية، الأوروبية، والشرق أوسطية.

وفي تصريح خاص للمحلل السياسي المختص بالشؤون الإقليمية والدولية، د. أمجد شهاب، لـ"بكرا"، يرى أن ترامب يحاول إعادة تعريف التوازنات الجيوسياسية العالمية، متجاوزًا الأعراف الدولية، ومستخدمًا لغة التهديد بالقوة العسكرية.

وأضاف شهاب أن ترامب يسعى لإظهار نفسه كرئيس إمبريالي أمام الرأي العام الأمريكي، معتمدًا على مبررات مثل الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي.

وأوضح د. شهاب أن الرئيس يعتمد على نظرية الواقعية الجديدة في العلاقات الدولية، والتي تهدف إلى تغيير النظام الدولي من خلال سياسات هجومية تعتمد على "العصا والجزرة".

فرض ضرائب جمركية على الصادرات الكندية

وأشار شهاب إلى أن أحد أبرز هذه السياسات يتمثل في المطالبة بفرض ضرائب جمركية على الصادرات الكندية تصل إلى 25%، ما يعكس محاولات ترامب لتحقيق أقصى المنافع الاقتصادية للولايات المتحدة، ولو على حساب الشركاء التجاريين التقليديين.

وأكد شهاب أن التهديد بضم كندا لتصبح الولاية الـ51 يعتمد على القوة الاقتصادية للولايات المتحدة، باعتبارها الشريك التجاري الأول الذي تعتمد عليه كندا بشكل كبير، حيث تصدر لها الحديد والألمنيوم والسيارات وغيرها من السلع الحيوية.

ويرى شهاب أن الولايات المتحدة تتمتع باكتفاء ذاتي ولا تحتاج إلى الاعتماد على أي طرف آخر لتلبية احتياجاتها الصناعية والتكنولوجية، وكذلك في مجالات الطاقة والمحاصيل الزراعية وغيرها.

وقال إن ترامب يسعى إلى إعادة التفاوض على جميع الاتفاقيات التجارية بهدف ابتزاز حتى الأصدقاء والشركاء، مثل كندا، لتحقيق هدفه بتحويل الولايات المتحدة إلى إمبراطورية تمتد من بنما إلى جزيرة غرينلاند مرورًا بكندا.

وأضاف أن ترامب يتطلع أيضًا إلى تحويل حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى نموذج مشابه لحلف وارسو خلال حقبة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي قبل انهياره.

التوجه يتماشى مع نظرية "نهاية التاريخ" لفرانسيس فوكوياما

وأكد شهاب أن الحرب والنزاع ظاهرتان لا يمكن تجنبهما لفرض سيطرة وهيمنة الولايات المتحدة كقطب أوحد في العالم.

وأشار إلى أن هذا التوجه يتماشى مع نظرية "نهاية التاريخ" لفرانسيس فوكوياما، الذي يؤكد على المنطق الاقتصادي وأدى لانهيار الانظمة الاستبدادية واليسارية وسيطرة فقط الراسمالية الليبرالية باعتبارها نهاية للتاريخ.

أضاف شهاب أن تصريحات ترامب يجب أن تؤخذ على محمل الجد، نظرًا لما تتمتع به الولايات المتحدة من قوة عسكرية واقتصادية وسياسية وتكنولوجية، مما يدفعها للحفاظ على تفوقها باتخاذ إجراءات تدعم قوتها الاقتصادية في مواجهة تجمع "بريكس"، وخاصة منافسها الرئيسي الصين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com