في حديث مع الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عن الواقع الإنساني والصحي الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع، في ظل استمرار الحصار والدمار، وتفاقم الأزمات الصحية والإنسانية بعد العدوان الأخير.

وقال د. البرش: "من النزوح ووجوهها، يعني يملؤها الأمل من أجل أن تجد بيتًا أو بعض ركام بيت تستطيع أن تأوي إليه، إلا أنها لم تجد إلا ركامًا، إلا أن حالة الصمود والإرادة لا يمكن أن تُسمى إلا معجزة؛ يعني لا يجد مقومات الحياة بينما هو يصر على الحياة".

وأضاف: "لابد أن أذكر أن خروج الاحتلال أوقف لدينا عدّاد الموت، وأوقف مصائد الموت".

اسرائيل كانت تحاصر الحياة وتقود قوافل الموت

وأشار البرش إلى أن اسرائيل كانت، على مدار سنوات، يسرق قوت الأطفال، ويحاصر الحياة، ويمنع وصول الماء والمساعدات، بل وتحول طوابير المساعدات الإنسانية إلى كمائن للموت.

وقال: "بمجرد أن خرجت اسرائيل، توقفت السرقات، وسكت الرصاص. غزة كانت تعاني، وكان من يريد أن يطعمها بالسم هو من يقتلها في الحقيقة. وقد ظهر أن اسرائيل هي التي كانت تقود قوافل الموت وعصابات الموت، وهذا ما أكدته أيضًا صحيفة يديعوت أحرونوت".

الواقع الصحي منهار والمخازن فارغة تمامًا

وتحدث د. البرش عن التحديات الهائلة التي تواجه القطاع الصحي في غزة، فقال: "نحن بحاجة إلى توفير المياه النظيفة، والصرف الصحي، وإصلاح شبكات المياه، وتوفير محطات مياه متنقلة لمناطق النزوح. الناس تبحث عن بئر ماء لتحفره من أجل العيش حوله".

وأضاف: "لابد من بناء المساكن المؤقتة، ولابد من إدخال الغذاء المتكامل للأطفال والأمهات، ومكافحة المجاعة وسوء التغذية. نحتاج إلى إدخال المكملات الغذائية وطعام الأطفال، والمكملات الخاصة بأقسام رعاية الأمهات والمواليد، وتفعيل أقسام الولادة والحضانات. نحن بحاجة إلى الدواء الآن".

وشدد: "حاولنا أن نرشد ما هو موجود، ونقلنا بعض الأشياء إلى مناطق الجنوب، حيث كانت الكتلة السكانية، لكنها عادت الآن إلى الشمال. لا يوجد لدينا شيء. مخازن وزارة الصحة في مدينة غزة فارغة تمامًا".

فقدنا 1700 من الكوادر الصحية ونطالب بالإفراج عن الأطباء المعتقلين

كما أشار د. البرش إلى أن الكوادر الطبية نفسها تعاني من الاستهداف، موضحًا: "الكثير من الكوادر الطبية تعرضوا للاعتقال. نحن فقدنا ما يقارب 1700 طبيب وكادر صحي، وهذا العدد ليس بسيطًا. منهم أكثر من 150 من الاستشاريين الكبار. كما فقدنا ما يقارب 360 معتقلاً، على رأسهم الدكتور حسام أبو صفية، والدكتور مروان الهمص، وكثير من الكوادر".

وتابع قائلاً: "من خلالكم نطالب ونجدد المطالبة بالإفراج الفوري عن هؤلاء الأطباء، وعن كوادرنا الصحية. نطالب بالإفراج عن رمز الطفولة، الدكتور حسام أبو صفية، والدكتور مروان الهمص، والعديد من كوادرنا، وكذلك نطالب بالإفراج عن جثامين الشهداء من كوادرنا الصحية".

وأكد: "نطالب بجثمان الشهيد الدكتور عدنان البرش، وجثمان الشهيد الدكتور إياد الرنتيسي، نريد أن نكحل أعيننا برؤيتهم، وأن ندفنهم في تراب يليق بأمثالهم. تراب غزة ينتظر أجسادهم الطاهرة لتكريمهم ودفنهم بما يليق بهم".

دعوة عاجلة للمجتمع الدولي: كل لحظة تأخير تعني موت طفل

وختم د. منير البرش حديثه لموقع "بكرا" قائلاً: "لابد أن يسارع المجتمع المحلي والدولي في إدخال الأدوية. كل لحظة لا تدخل فيها الأدوية يموت فيها الأطفال. كل لحظة لا تدخل فيها المستلزمات الطبية يموت الأطفال".

وأضاف: "المجاعة ما زالت على أشدها، ولم يدخل شيء. والحديث عن دخول بعض الشاحنات الآن يمنحنا الأمل، ونحن نأمل أن تستكمل هذه القوافل، لأنها على قلوبنا بمثابة شريان الحياة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com