من فمك ادينك، مقولة تنطبق حتى النهاية على ما تقوم به الشرطة الإسرائيلية التي من المفترض ان تحارب وتكافح العنف والجريمة في المجتمع العربي بالمتظاهرين العرب في ام الفحم ومناطق عديدة الذين خرجوا للإعلان عن غضبهم واستنكارهم من تقاعس الشرطة بمحاربة الظاهرة واستئصالها من جذورها ليواجهوا بقوات خاصة من الشرطة تهاجمهم وتعاملهم بعنف وتدميهم دون التمييز بين متظاهر سلمي او غير ذلك في حين ان النواب العرب ورؤساء سلطات محلية والصحافة لم تسلم من بطش عناصر الشرطة التي من واجبها ان تحمي المواطنين وتتماهى مع غضبهم بدلا من الهجوم عليهم ومعاملتهم بعنف وفاشية فقط لانهم عرب خرجوا للإعلان عن موقفهم الرافض للخنع والتصدي للجريمة في سياق حل اعتبره كثيرون اضعف الايمان. لتبرهن الشرطة مرة أخرى تضاف الى مرات كثيرة منذ احداث أكتوبر 2000 بان حاميها حراميها وبان المؤسسة المسؤولة عن حماية المواطنين هي من تنشر العنف والاجرام وتحاول قمعهم بعنف واجرام اكبر عكس ما تدعيه في الآونة الأخيرة بانها تسعى دائما لجمع السلاح وحماية المواطنين العرب ومعاقبة الجناة

أكتوبر 2000

مديرة جمعية مكافحة العنصرية المحامية لنا ورور قالت في هذا السياق: الاحداث الاخيرة في ام الفحم اعادتنا الى احداث اكتوبر 2000 حيث ذكرت المجتمع العربي بالتعامل العنيف من قبل الشرطة مع اي ظاهرة احتجاج سلمية وقانونية فيها تعبير عن الرأي وصرخة الم وغضب جراء تعامل الشرطة مع حالات الاجرام بالمجتمع العربي. تصرف الشرطة في المظاهرة يدل على ضعفها وليس على قوتها. على محاولتها ايجاد غطاء للتخاذل اليومي في واجبها تجاه المواطن العربي وعدم مقدرتها على حمايته وفرض القانون. التصرف العدواني هو ايضا اعتراف صريح وواضح من الشرطة بعدم موافقتها على الاحتجاج العربي وكأنه لا حق للمواطن العربي في دولة اسرائيل بالتعبير عن غضبه. هذه التصرفات، كما كان في عام 2000 وكل السنوات التي تلته، لا يسمح ببناء ثقة بين المواطن العربي والجسم القائم على تطبيق القانون. الاستمرار بنزع الثقة سيؤدي الى الابعاد عن حل احداث العنف والاجرام بالمجتمع العربي واضعاف سلطة القانون.

آمل ان لا تردع هذه الممارسات شباب وصبايا شعبنا من تمسكها بحقها بالتظاهر

الناشطة السياسية والمحاضرة د. رنا زهر قالت بدورها: التظاهر هو حق ديمقراطي اساسي وهي وسيلة احتجاج شرعية، وما قام به الشباب في طمرة وام الفحم وغيرها من البلدان هي ممارسة لهذا الحق بشكل سلمي احتجاجا على العنف المستشري وتقاعس الشرطة في مكافحة الجريمة. كيف يمكن للمواطن العادي ان يلفت انتباه المؤسسة الى أزمته اذا لم يكن بهذه الادوات التي وضعها القانون اصلا؟ وكيف تتعامل الشرطة، حامية القانون كما يفترض ان تكون، امام ممارسات قانونية؟ بهستيريا. بخوف شديد من المظاهرات، أكثر من خوفها على المتظاهرين أنفسهم وسلامتهم. ان رد فعل الشرطة العنيف تجاه هذه الممارسات الديمقراطية غير مبرر ويكشف تعامل متعال وعنصري. الشرطة تتعامل مع المواطنين العرب كأعداء، حسب ما جاء في تقرير لجنة اور عام 2003، وهذه ما تثبته شرطة اسرائيل يوميا في ممارساتها القمعية امام المتظاهرين العرب خاصة. المظاهرات اليومية في بلفور او احياء اليهود المتدنيين تحظى بتعامل آخر، رغم انني ضد استعمال العنف الشرطي ضد اي فئة كانت. آمل ان لا تردع هذه الممارسات شباب وصبايا شعبنا من تمسكها بحقها بالتظاهر.

التهافت على الأحزاب الصهيونية اقترنت بمسوغ مكافحة العنف والجريمة وزعم التأثير على دوائر صنع القرار

الناشط السياسي والاجتماعي عبد اللطيف حصري عقب قائلا: انفلات عناصر الشرطة غير المسبوق والاعتداءات المباشرة والمتكررة على الحراك السلمي للمواطنين، المناهض للعنف والجريمة، لا سيما تعمد ايقاع الاصابات بالشباب وبالقيادات، رسالة واضحة ومباشرة من حكومة إسرائيل الى كل الجماهير العربية، والى منتخبي الجمهور العربي، مفادها: لا حصانة الّا لعصابات الاجرام وللجريمة المنظمة. وتحمل مؤشرات خطيرة جدا على استخدام السلطة لعصابات الاجرام كأداة ضاربة لتدجين وقمع المواطنين العرب.

وتابع: المفارقة ان ورقة اللجنة الوزارية في مسالة مكافحة الجريمة بالمجتمع العربي، لتعري عقلية المؤسسة الصهيونية التي تتعامل مع المواطنين العرب كأعداء، وفي افضل الحالات كرهائن، فقد أشار باحثون عرب الى أخطار الخطة السلطوية في تشجيع الخدمة المدنية وتجنيد الشباب العرب لسلك الشرطة، لا بل والحديث بلغة استعلائية خبيثة عن تجنيد الشباب "المسلمين"، والى غياب قرار حكومي سياسي قاطع باجتثاث السلاح والجريمة على غرار ما فعلت مع منظمات الاجرام بالوسط اليهودي بالأعوام 2004 – 2005. وأشاروا الى خطورة ما ذهبت اليه الخطة من مقترحات قد تؤسس لشرعنه هدم البيوت، وتحويل مدننا وقرانا الى محميات تعيش تحت رحمة الشرطة من جهة وعصابات الاجرام كحليف مخلص لسياسة الحكومة من جهة أخرى.

ونوه قائلا: اللافت ان ظاهرة التهافت على الأحزاب الصهيونية ومركبات حكومة الأبرتهايد، قد اقترنت بمسوغ مكافحة العنف والجريمة وزعم التأثير على دوائر صنع القرار، لكنها في نفس الوقت تنطوي على أخطار لا تقل مأساوية عن الجريمة، وأعني تجريف الحس الوطني والانتماء القومي لمصلحة اليومي والاقتصادي. فهل الصبحة الجريمة رافعة للخيانة الوطنية؟

سلب المتظاهرين حقهم بالتعبير عن غضبهم تجاه افة العنف المستشري يقوض مساعي الشرطة

المحامي رضا عنبوسي قال ل "بكرا" في ذات السياق: بلا شك ان تصرف الشرطة اتجاه المتظاهرين في ام الفحم يعمق الشرخ بين المجتمع العربي والسلطة بشكل عام والشرطة كمؤسسة بشكل خاص. تعامل الشرطة مع المتظاهرين تثبت ان لا تغيير حصل بعقلية التعامل مع العرب منذ احداث اكتوبر حتى الان بالرغم من توصيات لجنة اور آنذاك. القاضي تطرق بشكل تفصيلي للأحداث آنذاك وخلص بمعرض توصياته لتغيير نهج الشرطة واعداد تشكيلاتها للتعامل مع التظاهرات على شتى انواعها وتزودها بعداد ملائم.

وأشار: عدم مهنية الشرطيين بالمكان وسلب المتظاهرين حقهم بالتعبير عن غضبهم اتجاه افة العنف المستشري يقوض مساعيها لتبييض يديها وبناء علاقات بناءة معه. محكمة العدل العليا بمناسبات عدة بينت ان ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة وبسلطة القانون هي ركن اساسي بعلاقات المواطنين بالدولة والمساس به يقوض القواعد الاساسية المستندة اليها شرعية هذه المؤسسات. الشرطة دائما تعزو تصرفاتها بوضع خطوط حمراء وهمية متغاضية عن خلفية التظاهرات والظروف المحيطة بها. المطالبة بالوقت الحالي بلجنة تحقيق لمعاقبة مسؤولي الشرطة عن الاحداث لا بد منه بالرغم من جمود العمل الحكومي بسبب الانتخابات الشهر القادم.

رسالة واضحة ان الحكومة والاجهزة الأمنية والمخابراتية تستهدف ام الفحم

المحامي باسل دراوشة نوه قائلا: اعتداء أفراد الشرطة الجبان على رئيس بلدية ام الفحم د. سمير محاميد وعلى الصديق عضو الكنيست د. يوسف جبارين وعلى المتظاهرين في ام الفحم الصمود ما هو إلا رسالة واضحة ان الحكومة والاجهزة الأمنية والمخابراتية تستهدف ام الفحم وكل رموزها وثوابتها وعلى رأسها الشيخ رائد صلاح فك الله أسره ود. يوسف جبارين ود. سمير محاميد ود. سليمان اغبارية ويزعجهم الحراك الشبابي الفحماوي وكل نشاط لأهل ام الفحم الشرفاء الذين يخرجوا للميدان وللتظاهر ضد العنف والجريمة وتقصير الشرطة والحكومة وضد كل اعتداء على شعبنا وجماهيرنا العربية.

وتابع: الحكومة والشرطة تحاول كسر ارادة أهلنافي ام الفحم العزة والكرامة، ولكن هيهات هيهات منا المذلة فصمود أهلنا وشعبنا أقوى من كل الاعتداءات والمحاولات السلطوية. تمنياتي للدكتور يوسف جبارين وللدكتور سمير محاميد ولجميع المصابين بالشفاء والسلامة وتمنياتي بتحرير كافة معتقلي مظاهرة ام الفحم.

ليس جديدا

رضا جابر مدير جمعية امان لمكافحة العنف والجريمة قال: عداء الشرطة لمجتمعنا ليس جديداً، ولكن المشاهد في ام الفحم وسياق المظاهرات يتطلب موقفاً موحد ومطالب محددة. ان استعمال الشرطة قوات خاصة وبعنف سافر هو تعميق لإشكالية عميقة مع الشرطة هي العائق الحقيقي بانعدام تعامل الشرطة الجدي بموضوع المظاهرات اي الجريمة والعنف. لذلك اولى هذه المطالب المسائلة المباشرة لأفراد الشرطة ومسؤوليهم وأيضا الاصرار على اقامة لجنة تحقيق ذات صلاحيات تبحث في مجمل سياسات الشرطة وتصرفاتها وتشكيل هيئه وطنية لمتابعة هذا الموضوع. لا يمكن ان نكتفي بالتنديد ويجب ان ننتقل الى نوع جديد من المتابعة. الاهم الابقاء على روح مظاهرات ام الفحم في جميع انحاء مجتمعنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com