اوري (إسم مستعار)، كان إبن 3.5 سنوات عندما أخذه أبوه إلى طبيبة العائلة وقد شكى من آلام بطن يوم قبل ذلك، والتي عولجت الآلام ب "سيروب" لتخفيف آلام البطن.

فحصت الطبيبة اوري ووجدت ان خصيته اليسرى منتفخة، ساخنة، مع حساسية كبيرة عند اللمس ووجهته لقسم طوارئ الأطفال.

وصل اوري مع والده لقسم الطوارئ عند المساء. أشار طبيب الأطفال الذي فحص اوري بأن وضعه العام جيد وأن الخصية محمرة مع سخونة موضعية ولم يكن بالامكان فحصه بسبب الحساسية الكبيرة.

في حقيقة الامر عانى اوري وقتها من حالة تدعى "خصية محتدة"- acute scrotum . لكن طبيب المسالك البولية المناوب شخص حالة اوري بأنه يعاني من – acute hydrocele (استسقاء، تجمع مياه حول الخصية) ولذلك حرر اوري من المستشفى مع توصيات لعلاج الأعراض وايضا توصيات بأن يعود إلى قسم الطوارئ بحالة تردي الوضع.

في اليوم التالي، عندما رأى أبو أوري أن ابنه لا يزال يعاني من آلام ويصعب عليه الوقوف، أعاده لقسم الطوارئ .

هذه المرة وُجد انتفاخا بكيس الصفن (كيس الخصيتين) وأُوديما (زيادة في السوائل) على سطح جلد الكيس وخصية منتفخة وحساسة وتقرر إجراء عملية لأُوري.

أُدخل أُوري بوضع صوم من الساعة 12:00 وأُجريت له العملية بعد الظهر. بالعملية التي اشترك بها طبيب المسالك البولية المناوب، وُجد ان الخصية مُزرقّة وملتوية مرة ونصف المرة على محورها. بعد حل الألتواء وتدفئته انتعشت الخصية بشكل جزئي، وقام الجراحون بموضعة الخصيتين.

بعد يومين تم تحرير أُوري اإلى منزله. اللقاء الأخير الذي كان لأُوري مع المستشفى، عندما قام بمراجعة أُجريت بعد مضي حوالي عشرة أيام، وتمت بنجاح. لم يتم توجيه أبو أُوري للأستمرار بالفحوصات أو المتابعة. مضت ومرت الأعوام ونضج أُوري وشارف على التجند للجيش.

بعد فحوصات عادية في مكتب التجنيد تبين أن خصيتيه فسدتا وأن جسمه لا ينتج التستوسترون (هورمون الذكورة).

كجزء من الاستيضاحات طُلب منه أن يبرز مستندات عن العملية، توجه والده إلى ارشيف المستشفى وحصل على وثائق وقدمها لمكتب التجنيد. تجند أُوري وخدم خدمة كاملة. بعدها تزوج من صاحبته وبعد مدة قصيرة تطلقا. واليوم هومتزوج بإمرأة ثانية وأب لبنت من تبرع لحيوان منوي ويحتاج لعلاج هورموني بانتظام.

قدم أُوري دعوى ضد المستشفى بادعاء أنه عند زيارته الاولى لقسم الطوارئ، أهمل الطبيب بذلك، أنه لم يجر له فحصا كاملا ولذلك لم يشخص حقيقة الأمر بأنه يعاني من التواء خصية.

أمام المحكمة شهد الاختصاصيون الطبيون من جهة الطرفين ، ولكن طبيب قسم الطوارئ نفسه لم يُحضر لأدلاء الشهادة.

أقرت المحكمة ان فحص الطبيب كان ناقصا ولذلك كان الفحص يتصف بالإهمال.

بهذا، أقرت المحكمة بأن الطبيب لم يفحص موضع الخصية بكيس الصفن "كيس الخصيتين"، لم يفحص إذا كان أُوري يستطيع المشي والقفز، لم يفسر لماذا يشك ب "استسقاء" وليس ب "التواء خصية" والخ.

على ضوء ذلك تقر المحكمة بأنه كان على الطاقم أن يشك بوجود إلتواء وأن يتم توجيه أُوري الى اجراء عملية فاحصة. بما أنه لم يتم ذلك، فإن المستشفى تصرف بأهمال.

بخصوص الخصية اليمنى، اقرت المحكمة أنه لا صلة للحادثة بما يخص الخصية اليسرى لحالة الخصية اليمنى.

عاينت المحكمة أضرار المدعي وحكمت له تعويضات بمبلغ إجمالي حوالي 550,000 ش.ج.

لمزيد من المعلومات والإستشارة يمكنكم التواصل مع كاتبة المقال المحامية درويت فيلو، المختصة في قضايا الإهمال الطبي، على صفحة موقعها: http://doritpilo.wixsite.com/dplaw او على هاتف رقم: 0542593561

لمقالات سابقة في مجال الإهمال الطبي للمحامية فيلو:

هل حصل ان اجري لكم فحصا طبيا مهما ومن ثم تضررتم؟
الإهمال في تحديد عمر الجنين ادى إلى شلل دماغي لجميلة
مسؤولية المستشفى لنجاح أي عملية
الأهمال الطبي، ولادة طبيعية تنتهي بكارثة و- 9 مليون شيكل!
التعويضات الطبيّة، كيف يتم حسابها؟!
عدم إخضاع "ريم" لفحص وراثي، إهمال طبيّ
اهمال بولادة يسرائيلا كلف المستشفى 2600000 شيكل
كيف يتم حساب التعويضات بدعوى تتعامل مع " الاهمال الطبي "؟
اهمال في الولادة واستعمال الفاكوم أدى إلى تشوه ميرا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com