يظهر بشكل واضح وجلي ان البلدات العربية تخلو من المراكز الجماهيرية، اما ان تكون فيها مراكز جماهيرية غير فعالة، او ان يتم اغلاق المركز الجماهيري من قبل المجلس المحلي بسبب شح الميزانيات، او لاسباب اخرى، في حين ان بلدة دبورية تميزت بمركز جماهيري ضخم يستقبل كل السكان في البلدة حيث يوفر دورات مختلفة منها؛ كوندوتوريا، موسيقى، دورات تعليمية وأيضا هنالك دورات خاصة لذوي الاعاقات، واجواء اسرية حميمية جعلت اهل البلدة يدعمون المركز ويشاركون في نشاطاته وفعالياته وحتى يجمعون الميزانيات الكافية من اجل استمرار المركز بعطائه.
د. جمال مصالحة مدير مركز الجماهيري في بلدة دبورية قال في حديثٍ خاص لـ "بكرا": المركز الجماهيري في دبورية منذ سنوات تأسيسه الأولى، تم بناءه بشكل مؤسسة مهنية تعتمد على كوادر مهنية، حيث رأينا ان وجود مركز جماهيري في قرية عربية هو احد الأسس حتى نستطيع ان نجمع فعاليات ونشاطات القرية، الرياضية والثقافية والتربوية.
وتابع مصالحة: هدف المركز هو سد الفجوات والحاجة لجمهور الطلاب والأهالي بكافة الأجيال وان نوفر لهم جميع المتطلبات في كيفية قضاء وقت الفراغ وننمي مواهبهم ونعطيهم الأطر الثقافية حتى يستطيعوا ان يكونوا جزء من البرامج الفنية والثقافية ونحضر المسارح بدل السفر الى خارج القرية، كما ندخل الفنانين والامسيات والمهرجانات الى داخل القرية وتوجهنا هو ان نلبي احتياجات الجمهور على كافة اشكاله وانواعه.
نجاح المركز يعتمد على إدارة حكيمة، دعم وتواصل مع السلطة المحلية
وأوضح مصالحة لـ"بكرا": المركز يعمل من خلال جمعية لها ميزانية تقارب ما يعادل 5 مليون شيكل، الميزانية مركبة من عدة مصادر، قسم من جمهور المنتسبين والمشتركين في الفعاليات والبرامج، وقسم بدعم من السلطة المحلية التي ترى بوجود المركز هيئة تنفيذية للسلطة المحلية بكل ما يتعلق بالفعاليات اللامنهجية، وقوة المركز في دبورية تجنيد المصادر والأموال الخارجية وادخالها الى المركز، المجلس يعطينا مليون شيكل ونحن نجند 4 مليون شيكل من مصادر خارجية الى داخل القرية نشغل فيها مرشدين ومتطوعين، برامج دورات وفعاليات.. وما يميز المركز أيضا اننا ادخلنا عدة برامج تخدم المنطقة كاملة وليس فقط سكان دبورية منها مشروع وحدة تطور الطفل التي تقدم خدمات علاجية لجميع الأطفال حتى 12 عام، كما ادخلنا مشروع نادي الموسيقى للشبيبة، وهنالك مركز للمتقاعدين الذي يحوي بداخله جميع جمهور المتقاعدين من القرية والقرى المجاورة، المركز بصدد توسيع عمله ومؤسساته وغرفه من خلال بناء طابق كامل وجديد بدعم من مؤسسة التأمين الوطني، هنالك قسم كبير في المركز من جمهور ذوي الاحتياجات الخاصة وليس كل بلدة تعطي اهتمامها الى هذه الشريحة، كما ان هنالك أربعة نوادي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة نقوم بتفعيلها خلال الأسبوع.
وتابع قائلا: نجاح المركز يعتمد على إدارة حكيمة، دعم وتواصل مع السلطة المحلية كما نحضر في بداية كل سنة برامج تلبي احتياجات الجمهور بمختلف شرائحه.
وعن السبب بنجتح المركز الجماهيري في دبورية مقارنة في مراكز أخرى تم اغلاقها في عدة بلدات عربية قال مفسرا: في الواقع احدى المشاكل عند السلطات المحلية العربية ان كل رئيس مجلس محلي يريد ان تكون جميع المؤسسات في البلدة تحت سيطرته وان يعين المرشدين والمركزين من خلال رؤيته السياسية، يجب على المركز الجماهيري ان يكون مؤسسة مهنية بعيدة عن السياسة وعن سيطرة المشاكل التي تحدث في السلطات المحلية ولهذا السبب كثير من الرؤساء لا يحبذون فكرة فتح مركز جماهيري مستقل وانما ان يكون تحت سيطرة السلطة المحلية والرؤية السياسية لرؤساء المجلس المحلي، في حين ان المركز في دبورية مستقل يعمل من خلال جمعية ومعظم الأعضاء بها متطوعون من اهل القرية.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق