يشهد المجتمع العربي في السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في وتيرة العنف والجريمة وانتشار السلاح، وسط سكوت وصمت واضحين من الجهات المعنية والمؤسسات المسؤولة عن حماية المواطنين منها الشرطة، التي تعتبر الجهة الأولى التي تملك صلاحيات تخولها بالعمل على حماية المواطنين في الدولة عربا ويهودا، في حين ان الادعاءات الأكبر تأتي لتضعف الموقف العام للشرطة ووتأتي الاتهامات من المواطنين والمؤسسات الأخرى لتؤكد بان الشرطة تعرف جيدا كيف ممكن ان تجمع السلاح وتعرف بؤر الجريمة وتعي جيدا مدى انتشار السلاح والعنف في المجتمع العربي وبقدرتها ان تقبض على الجناة الا انها تتخاذل وتتقاعس بشكل متعمد بالقيام بواجبها تجاه المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني.

من ناحية أخرى، تقع على المجتمع نفسه مسؤولية كبيرة لربما لها الحيز الأكبر في محاربة الجريمة ونشر الأمان والهدوء في المجتمع من جديد، منها التربية والتوعية، والفعاليات والنشاطات الهادفة لزرع لغة الحوار والمحبة بين أبناء المجتمع الواحد.

العامل التربوي مهم جدا ونحن نأمل من خلال هذه النشاطات الاحتجاجية ان نرفع مستوى الوعي الجماهيري
النائب يوسف جبارين قال ل"بكرا" في هذا السياق: لا شك ان التعامل مع موضوع العنف وحله لا يمكن ان يكون بمظاهرة واحدة او مسيرة واحدة وانما بشكل تراكمي، بتراكم العديد من النشاطات الاحتجاجية، كان لدينا نشاط قبل أسبوع والان هناك المظاهرة وهي نشاط وحدوي، يجب ان يكون نشاط نضالي في الشوارع ونشاطات تربوية اجتماعية في المدارس، المراكز والمؤسسات الى جانب الضغط المتواصل على الجهات الحكومية والمعنية بتنفيذ القانون وجمع السلاح الغير مرخص وملاحقة مرتكبي هذه الجرائم، وانا أؤكد ان الهبة الحالية هي سلسلة من الخطوات التي ممكن ان تأخذ ثمارها للامد الابعد وليس الحالي.

وتابع جبارين لـ"بكرا": العامل التربوي مهم جدا ونحن نأمل من خلال هذه النشاطات الاحتجاجية ان نرفع مستوى الوعي الجماهيري ونقل رسالة واضحة لشبابنا بالابتعاد عن العنف والسلاح ونقل رسالة واضحة عن التآخي وقيم الحوار التي عليها ان تكون في المركز على آفة العنف والفوضى والتناحر والتنافس العنيف.

مسؤولية ما يحصل تقع على الشرطة حيث انه لا احد يملك صلاحياتها في موضوع جمع السلاح او معاقبة المجرمين

محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل قال لـ"بكرا": ما يقوم به الحراك الشبابي هو امر إيجابي لمحاربة ظاهرة العنف ونحن باركنا هذه المبادرة بالاجتماع الأخير للمتابعة، وهي مبادرة ممتازة، وانا ادعو كل شاب في كل قرية وكل مدينة ان يتولوا أمور انفسهم بكل ما يتعلق بمكافحة الجريمة والسلاح لان هذه الظواهر تفتق بمستقبلنا وحياتنا وأول من يتضرر هو جيل المستقبل ونأمل ان يكون هناك تداعيات لهذه الهبة تعم كل القرى والمدن العربية وبالطبع نحن سندعم حتى النهاية.

وأضاف قائلا: مسؤولية ما يحصل تقع على الشرطة حيث انه لا احد يملك صلاحياتها في موضوع جمع السلاح او معاقبة المجرمين او تشخيص وتحديد نشاطات ومساحات عمل الاجرام، لكن أيضا علينا مسؤولية مجتمعية حيث انه علينا ان نقوم بحملة تنظيف في بيوتنا، حيث علينا ان نطهر بيوتنا من الأسلحة وان ننتبه لاولادنا، كما انه هناك حاجة الى مجهود تربوي واجتماعي وملئ وقت الفراغ بامور هادفة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com