نظمت المؤسسة العربية لحقوق الانسان وكيان – تنظيم نسوي، عصر يوم الجمعة 5/8/16، ندوة وحلقة نقاش حول قضية الأسرى وذلك اختتاما لمشروع "حقوق نساء وعائلات الاسرى" الذي قامت عليه المؤسستان على مدار العام الماضي، بمشاركة مجموعة نسائية وشبابية شملت نساء من عائلات الاسرى وناشطات في العمل المجتمعي والسياسي، وذلك من اجل طرح قضايا الاسرى وعائلاتهم وانتهاكات حقوق الانسان التي يواجهونها في مختلف مراحل الاعتقال والمحاكم والأسر وما بعد التحرر من الاسر. وقد شملت الورشة الختامية حلقة نقاش استعرضت مراحل المشروع المختلفة بما في ذلك الفعاليات التي شملها وتوصيات ومخرجات العمل.

وقد افتتح اللقاء مدير المؤسسة العربية لحقوق الإنسان محمد زيدان الذي رحب بالحضور وأكد على اهمية هذا اللقاء دعما للأسرى وللقضية بكافة جوانبها، وتحدث عن المشروع والتعاون بين الجمعيتين لتنفيذه، اضافة الى انه يأتي في فترة يقود فيها الاسرى اضرابا عن الطعام احتجاجا على الاعتقالات الادارية. وأشار زيدان الى ضعف التضامن الشعبي مع هذه القضية العادلة وعدم وجود اجندة عمل واضحة وممنهجة.

كما وشمل البرنامج مداخلة قدمتها المحامية عبير بكر، عرضت من خلالها معطيات اساسية حول المعتقلين والأسرى، وأشارت الى حقيقة عدم وجود مؤسسة متخصصة بقضايا الاسرى في الداخل تجاوب على احتياجاتهم، واقتصار العمل التضامني على فعاليات محددة وغالبا تكون بمثابة ردة فعل محددة وغير مستمرة نتيجة لأحداث او ظروف عينية. ودعت بكر الى ضرورة وضع قضية الاعتقال الاداري بسلم الاولويات وتركيز الجهود من اجل حملة واسعة للأحزاب والجمعيات والجمهور العام ضد الاعتقال الاداري باعتباره يشمل كل اشكال مخالفة الحقوق الاساسية للإنسان.

هذا وقد تم عرض فيلم تم اعداده ضمن المشروع والذي تطرق الى قضية الاسرى من جوانبها المتعددة، وألقى الضوء على نساء الاسرى وعائلاتهم والنساء الاسيرات وما يواجهن من تحديات وصعوبات خارج وداخل السجن، اضافة لاستعراض نشاطات المشروع وفعالياته المختلفة خلال العام.
ثم تحدث الاسير المحرر، مخلص برغال، عن تجربته الاعتقالية وقال ان الاضرابات الفردية الحالية هي ناتجة عن فقدان الامل والانقسام الحاصل داخل المجتمع الفلسطيني واشار الى اهمية التضامن الشعبي مع الاضرابات لانها ركيزة اساسية تدعم مطالب الاسرى وتشحن طاقاتهم للصمود في نضالهم.

نقاش التوصيات 

ثم جرى نقاش الحضور حول ورقة التوصيات التي اعدتها مجموعة نساء الاسرى والتي شملت امكانيات وبدائل مختلفة للتضامن ولدعم الاسرى وعائلاتهم، تخاطب الجوانب الشخصية والاجتماعية والسياسية ضمن رؤية شمولية حساسة جندريا، موجهة للأحزاب السياسية والجمعيات والمجتمع المدني عامة. اضافة لاقتراحات من اجل تفعيل الاعلام واستعمال وسائل التواصل الاجتماعي من اجل ابقاء قضية الاسرى على جدول النضال المتواصل على مدار العام وعدم الاكتفاء بالنضالات والنشاطات التضامنية رغم اهميتها.

وفي ختام الورشة تحدثت رفاه عنبتاوي مديرة جمعية كيان عن اهمية المشروع وخصوصيته بكونه سلط الضوء على كافة جوانب القضية بدءا بالاسرى والاسيرات القابعين في سجون الاحتلال وحتى نساء الاسرى وعائلاتهم، وذلك تأكيدا على ان القضية تتعدى جدران السجون وما يحصل بداخلها. وبدورها اكدت على انه رغم كون القضية مجتمعية سياسية ووطنية من الدرجة الاولى الا نه يجب التعامل مع الجوانب والمستوى الشخصي والحياة اليومية للأسير وكل من له علاقة به خارج السجن.

وأكدت عنبتاوي على ان جمعية كيان والمؤسسة العربية لحقوق الانسان على استعداد تام وقناعة بضرورة الاستفادة والتعلم من هذه التجربة وتطويرها لاعمال مستقبلية بمشاركة جميع الفئات وتكثيف الجهود لبناء عمل مشترك يضمن تسليط الضوء على القضية ويضمن اشراك النساء وإسماع اصواتهن كأسيرات او كجزء من ذوي الاسرى. وفي النهاية ذكرت عنبتاوي ان طاقم المشروع سيعمل في الفترة القريبة على تحضير ورقة تشمل التوصيات والاقتراحات التي انبثقت عن ومن ثم تعميمها وإرسالها للمشتركين وللاعلام والاحزاب والهيئات السياسية والجمعيات. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com