عقد مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة، الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر "اللاهوت والكنيسة المحلية في الأرض المقدسة"، بعنوان: "كنيسة المشرق العربي أمام تحديات الفكر التكفيري" على مدار ثلاثة أيام وذلك من يوم الجمعة حتى الأحد 18-20/12/2015 في فندق ساحة المهد في بيت لحم.

افتتح المؤتمر بكلمات ترحيبية لسيادة المطران عطالله حنا والأب د. فوزي خوري والدكتور جريس سعد خوري، مدير مركز اللقاء، وقد تمحورت جميعها حول موضوع المؤتمر والتحديات التي تواجهها الكنيسة المحلية في الأرض المقدسة.

بعدها ابتدأت أعمال المؤتمر التي شملت محاضرات وندوات تناولت مواضيع تتعلق بمفهوم الفكر التكفيري بشكل عام والفكر التكفيري في كل من المسيحية والإسلام ماضيًا وحاضرًا، وكيفية مواجهة هذا الفكر من وجهة نظر إسلامية وأخرى مسيحية. كما وتطرقت بعض محاضرات المؤتمر الى مخاطر الحركات التكفيرية على هوية المسيحيين وخياراتهم وحضورهم في المشرق العربي وعن دور الكنيسة أمام تحديات الفكر التكفيري وما العمل من أجل تحصين أنفسنا ومجتمعاتنا أمام هذا الفكر.

حضر المؤتمر عدد من رجال الدين وفي مقدمتهم غبطة البطريرك ميشيل صباح الكلي الوقار، رئيس مجلس أمناء مركز اللقاء. وشارك في أعمال المؤتمر عدد كبير من العلمانيين، أكاديميين ومربّين ومهتمين بقضايا شعبهم وكنيستهم جاءوا من عدة مناطق في الوطن. وما ميّز هذا المؤتمر هو حضور ومشاركة واسعة للإخوة والأخوات المسلمين، الذين ساهموا في محاضرات المؤتمر وأغنوا الأفكار من خلال مناقشات بنّاءة وحوارات معمّقة أثْرَت الموضوع المطروح للبحث.

وقام بتلخيص أعمال المؤتمر الدكتور جريس سعد خوري، الذي تلا الدعوات والتوصيات الصادرة عن المؤتمر وهي :
يستنكر المشاركون في المؤتمر مواصلة الاحتلال الاسرائيلي في الإعتداءات على المقدسات في فلسطين وقتل واغتيال المناضلين الشباب من أبناء شعبنا الفلسطيني، ويدعون الأسرة الدولية إلى إدانة ممارسات الاحتلال والعمل الجاد من أجل تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة.
لا يجوز لأي انسان أن يكفّر الآخرين مهما اختلفت عقيدته عنهم إيمانًا منّا أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعرف خلائقه وهو وحده الذي يحكم عليها، وهو الذي يكافئ ويحاسب كل منّا حسب أعماله وتصرفاته وأخلاقه.

مطالبة المسؤولين عن المدارس الدينيّة مراقبة مناهج وأساليب التربية في كليّات الشريعة وكليّات اللاهوت، بهدف تخريج أفواج من خطباء المساجد وكهنة الكنائس تدعو إلى التمسّك بالعقائد الأساسية والصحيحة، وأن لا تستغل الدين ولا تفسيراته الخاطئة لبرامج سياسية وخطابات إقصائية، بل تركّز على جوهر الدين الداعي إلى خدمة الإنسان أي انسان واحترام حرياته وحقوقه.

مَثّلت الجمعيات المسيحية الإسلامية في الماضي رافعة لوحدة المجتمع الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ومن اجل خلق خطاب جديد ندعو إلى تكوين لجان مشتركة في معظم المدن الفلسطينية والتجمعات المسيحية الإسلامية لنشر خطاب جديد يوحّد ويجمع بين مكوّنات المجتمع الفلسطيني ويساهم في توعية مجتمعية بالديانتين الإسلامية والمسيحية.

تحديد المتطلبات المسبقة لإضعاف الفكر التكفيري بهدف تمهيد السّبل لإنجاح تجسيد الحلول المقترحة ومنها إعادة النظر في المناهج التربوية، الخطاب الديني، الحرية الدينية، الديمقراطية، المشاركة في الحياة العامة، إلخ... 

يؤكد المشاركون على وحدتنا العربية، القائمة على وحدتنا بالإيمان، مسيحيين ومسلمين، بالله الواحد والوطن الواحد، وعلى أن نبقى موحّدين متكاتفين أمام ما نواجهه من عواصف خارجية دخيلة وأفكار تكفيرية إرهابية تهدد كياننا، ولن نتغلب عليها إلا موحّدين.

حمل رسالة مركز اللقاء ومؤتمرات اللقاء بعامة ومؤتمرنا هذا المتمحور حول مخاطر الفكر التكفيري على هويتنا وعلى مستقبلنا كمسيحيين الى المجتمع الذي نعيش ونعمل فيه: البيت، المدرسة، الجامعة، وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، المكتب، المصنع وفي كل مكان تواجدنا. رسالة اللقاء ومؤتمراته رسالة انفتاح ومشاركة وتعاون وعيش بكرامة، وبهذا يكون كل واحد منّا قد قام بدوره من أجل إصلاح ذاته أولا ومن ثمّ بهدف توعية وإصلاح الآخرين.

أجمع المشاركون في المؤتمر والمحاضرون على أن التطرف يجد تربته الخصبة في التفسيرات وليس في النصوص المقدسة، وأنه من الخطأ الاستمرار في ترديد مصطلحات لقّنها لنا الغرب والإستعمار ومنها: "إرهاب إسلامي"، أو "إرهاب يهودي"، أو "إرهاب مسيحي"، لأن الديانات السماوية لا تدعو إلى العنف والإرهاب، ولكن هناك من يفسّر حسب مقاسه وبرامجه ويدعو الى الإرهاب تحت عباءة الدين والدين منه براء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com