عقدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، اليوم الخميس، مؤتمرا صحفيا احتجاجا على منع الشرطة عقد اجتماع يهودي-عربي دعت له المتابعة لمناقشة الوضع السياسي ومعارضة الحرب والمس بالمدنيين في مكاتبها بمدينة الناصرة.
وذكرت لجنة المتابعة أن: "شرطة إسرائيل هددت أصحاب القاعة التي كان من المفترض أن يعقد فيها اللقاء، بأنه في حال استضافة اللقاء سيتم إغلاق القاعة".
وأضافت: "هذه الخطوة خطيرة للغاية وتعبر عن تفاقم الهجمة الفاشية والمعادية للديمقراطية، وتندرج في إطار الحصار السياسي ضد المواطنين العرب، والذي وصل حد منع الحوار مع القوى التقدمية والديمقراطية في المجتمع اليهودي"
وقال رئيس لجنة المتابعة - محمد بركة ضمن حديثه “رئيس لجنة المتابعة محمد بركة: موقفنا سيكون واضحا محليا ودوليا ولدينا الجرأة لطرح موقفنا لكننا نتحلى المسؤولية ونرفض تعريض مجتمعنا لأي سوء. موقفنا حول المحتجزين والمختطفين وصفقات التبادل أيضا واضح، لكننا نبقى مركب بسيط في هذا الموضوع الذي يشهد تفاعلات دولية، لكن لنا دورنا الذي لا يمكن الحديث عنه حاليا.
اما عضو الكنيست السابق بورغ فقال “ سأقيم الاجتماع الذي منعته الشرطة في منزلي”
قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الخميس، في الناصرة، بمشاركة شخصيات يهودية، إننا نرفض سياسة ونهج كم الأفواه، الذي تنفذه الشرطة، التي باتت شرطة كهانا وشرطة عوتسما يهوديت، وشدد على رفض المس بالأبرياء أيا كانوا، مشددا على ضرورة وقف الحرب على شعبنا الفلسطيني، والمجازر التي ترتكب. وقال رئيس الكنيست الأسبق، أبراهام بورغ، إنه يرفض كم الأفواه وسياسة التمييز ونظام الفصل العنصري، وعبّر عن استعداده لاستقبال اللقاء الذي حظرته الشرطة في حيفا، ليعقد في بيته.
وجاء المؤتمر الصحفي في أعقاب تهديد الشرطة للقاعة في حيفا، التي كان من المفترض أن يعقد فيها لقاء عربي يهودي دعت له المتابعة، وتبين أن الشرطة هددت أيضا، قاعة أخرى في شمال البلاد، خططت المتابعة لعقد اجتماع شعبي فيها. وحضر المؤتمر الصحفي أعضاء هيئات لجنة المتابعة، وعدد من الشخصيات والناشطين والناشطات العرب واليهود، وبحضور واسع لوسائل إعلام محلية وعالمية.
وافتتح بركة كلمته مرحبا بالحضور، وقال إن عقد المؤتمر الصحفي هذا يحمل رسائل سياسية هامة باسم لجنة المتابعة، وهو رد على الحرب الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني وعلى استفحال سياسة الملاحقات وكم الأفواه التي تنفذها الشرطة، التي باتت شرطة "حركة كهانا"، شرطة "عوتسما يهوديت" (الحركة التي يقودها بن غفير)، وبلغ الأمر بها حد إغلاق قاعة في حيفا كان من المفترض أن يعقد فيها لقاء بادرت له لجنة المتابعة مع شخصيات يهودية، سياسية وثقافية وأدبية، لأنه حتى من هذا باتوا يخافون، كما أن الشرطة هددت بإغلاق قاعة أخرى كان مخططا لعقد اجتماع شعبي فيها. وهذا يعكس حالة العداء لأي تلاقي يهودي عربي، يشوش على الحالة التي تريد فرضها هذه الحكومة ومناصروها.
وتابع بركة قائلا، إن اللقاء كان سيتم فيه التداول بشأن الحرب على شعبنا الفلسطيني، وللإعلان عن موقف مبدئي نُجمع عليه في لجنة المتابعة، وهو معارضتنا للمس بالأبرياء والمدنيين، واخراجهم من دائرة الحرب والكراهية، وهذا يسري على ما جري في 7 تشرين الأول الجاري، وعلى ما جرى قبل ذلك اليوم وبعده وما زال. وشدد قائلا، نحن لا نتأتئ بهذا الموقف، إن كان الضحايا المدنيين إسرائيليين أو فلسطينيين.
وقال، إنني أكرر هنا ما قلته في الآونة الأخيرة، إننا نرفض الاعتداء على الأطفال وفقدانهم حياتهم، فالأطفال عابرون للشعوب وللجغرافيا وهم شعب واحد في كل العالم، لديهم لغة واحدة واحلام واحدة، وفقط من لديه خلل أخلاقي، مثل حكومة إسرائيل وأذرعها، تميز بين أطفال وأطفال.
وأضاف، إن حكومة إسرائيل تعلن بصريح العبارة انها تشن حربها على أربع جبهات: قطاع غزة، والضفة الغربية، والشمال، والجبهة الرابعة على جماهيرنا الفلسطينية في الداخل، فنحن لم نرفع سيفا على أحد، بل نعبّر كعادتنا عن رفضنا للحرب والاحتلال، وهذا الموقف لاقاه تهديد من جهات في حكومة إسرائيل تهددنا بنكبة ثانية، يعني تهجير جديد، إذ قال سكرتير الحكومة في اليوم التالي، إن هذه الحرب ستكون الأولى والأخيرة، بمعنى أنها حرب إبادة.
إننا نوجه أصابع الاتهام والإدانة الى حكومات إسرائيل بما فيها الحالية، بسياساتها للتنكر للشعب الفلسطيني وحقوقها، وللقوانين الاحتلال، مقابل شرعنة الاحتلال واضطهاد شعبنا.
نحن أبناء الوطن
وقال بركة، إن الحرب قد تكون بدأت قبل قرن من الزمن، لكننا نقول هنا إن هذه الحرب بدأت منذ العام 1948، وهي مستمرة والقضية لم تبدأ في ٧ اكتوبر الحالي، ونحن نقولها جهارة، إننا لن نقبل بأي تهديد، ولن يزحزحنا أي تهديد من وطننا، فنحن أبناء الوطن ولسنا ضيوفا على دولة إسرائيل، ومن يجب أن يرحل هو سياسات الحرب والاحتلال والتمييز العنصري.
وقال، إن سياسة كم الافواه والملاحقات السياسي تطال جميع مناحي الحياة، الطلاب والمحاضرين في الجامعات، والأطباء والممرضات، والعمال في أماكن العمل، وملاحقة التعبير عن الموقف في جميع الوسائل.
وتابع، إن هذا النهج لن يرهبنا، ولكننا في ذات الوقت نتصرف بمسؤولية، وادعو الجمهور بشكل عام، والأجيال الشابة بشكل خاص للتصرف بمسؤولية، لتجاوز المرحلة.
وقال، وصل الأمر الى حد شن هجوم شرس على الرهينة المحررة يوخيفيد ليفشيتس، بسبب صوتها الذي بزغ في حلكة الظلام، وقال أنا أعرف الكثيرين ممن كانوا ضحايا يوم 7 تشرين الأول، ومنهم من تربطني بهم صداقات، وهنا أقولها مرّة أخرى، فأنا لست محايدا في جانب المس بالأبرياء والتعرض لهم بالأذى.
وندد بركة بمواقف دول الغرب التي تشجع على استمرار الحرب بدلا من الدفع نحو وقف سفك الدماء، وفتح آفاق جديدة لانهاء الاحتلال والاقرار بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
هذا الاحتلال يجب أن ينتهي
وكان الكلمة الثانية في المؤتمر الصحفي، لرئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورغ، الذي كان من المشاركين في اللقاء في حيفا، الذي تم فعليا حظره. وقال إن هذا اللقاء هو الامر الصحيح الذي يجب أن يكون في هذه المرحلة بالذات، وأضاف، إنه مع استمرار حظر عقد اللقاء في قاعات وأماكن عامة، فأنا سأدعو لعقد الاجتماع في بيتي، وسيكون باللقاء المباشر، وأيضا عبر تطبيق الزوم لمن يرغب.
وهاجم بورغ حركة حماس، وقال "إن عناصر حماس ارتكبوا اعمالا نكراء، ولم يفرقوا بين أطفال ونساء وشيوخ، بين يهود وعرب، وبين مدنيين وطواقم انقاذ".
وقال، إن البلاد تعيش حالة طوارئ حرب منذ العام 1948، ومنذ 7 تشرين الأول نحن في وضع طوارئ استثنائي، كذلك نحن في حالة طوارئ استثنائية في قمع الديمقراطية وحرية التعبير.
وأضاف أن حكومة إسرائيل جعلت بين البحر والنهر سلطة واحدة، فيها حقوق كاملة لليهود، بينما الجمهور الفلسطيني محروم من الحياة والحقوق.
وقال بورغ، إن حكومة المتهم (نتنياهو) تعمل من أجل ضرب المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، وحكومة المتهم مع "فتيان التلال" (يقصد عصابات المستوطنين في الضفة)، وحكومة العنصري سموتريتش يرتكبون كل تخريب من أجل خلق فوضى عارمة، وتمرير مخططاتهم.
وشدد خاتما، نحن نطالب بوقف سفط الدماء في قاع غزة وفي الضفة الغربية، ونحن ملتزمون بالمساواة التامة ونرفض كم الأفواه.
ثم وردت أسئلة من الصحفيين، وجرى الرد عليها.
كما ساهم في المؤتمر الصحفي كل من النائبين السابقين عصام مخول، رئيس الجبهة، وسامي ابو شحادة رئيس التجمع.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق