طفل ذو وجنات منتفخة، مكسوة باللحم تماماً فيبدو كمن ينفث هواءا في بوق ولكنه لا ينفخ ، هذه وجنات طفل ذي خمسة أعوام ممم.. ربما ازداد سنة او قل عن ذلك سنة ، يدخل إلى المول التجاري العملاق ممسكا بيد أبيه الذي مازال يتأفف منذ أن دخلا فانتفخت وجنتاه هو الاخر ، مقدار السعادة التي تشي بها عين الابن تساوي مقدار التعاسة التي تنبأ بها عين ابيه .

"اريد الحذاء النايكي الذي يرتديه زلاتان إبراهيموفيتش حتى أستطيع أن أركل الكرة كما يهتك عرضها هو ! "
"حسنا ،يمكننا شراء حذاءا اخر ، ذلك الحذاء غالي جدا ولا يمكننا تحمل ثمنه ! "
"لا أريد حذاءا اخر ، اريد هذا الحذاء ! "

يشرع الابن في الصراخ فلا يملك الأب المسكين سوى الاستجابة لرغبته العارمة ، ربما يتعدى ثمن الحذاء ثمن ٥٠٠ وجبة فطور في دولة تقول عنها دول العالم الاول انها من الدول النامية بعدما أطلق عليها الاوربيون قديما دول متخلفة ، لم يدركوا فجأة ان مصطلح "متخلفة" مهين وإنما ادركوا أن بإمكانهم تغيير التسمية لأخرى تبدو أكثر أناقة مقابل تصدير ذلك الحذاء وغيره !

لو نزل ذلك الطفل إلى الشارع يومها ورأى جميع الأطفال يرتدون ذلك الحذاء لما طلب شراؤه من الاساس ، هو يريد ذلك الحذاء لا لكي يركض بأسرع او يسدد أقوى او يمرر أكثر دقة بل يريد ذلك الحذاء لأنه يشعر بأنه زلاتان حين يرتديه ، يمنحه ذات الغرور ونفس الكبرياء ، يشعر أنه أفضل من باقي الأطفال الذين لم يستطع آباؤهم أن يسددوا ثمن حذاء كهذا وربما لو نزل ذلك الطفل ووجد أطفال الحي الفقير المجاور يرتدون حذاء زلاتان لما طلب شراؤه ابدا .

العرب بشكل عام يدفعون ملايين لا يملكونها مقابل ارتداء الماركات الرياضية والواقع المر أنك لو سألت شخص ذو دخل محدود عن علة صرفه أموالا طائلة كي يرتدي تي شيرت يعلوه علامة نايكي لن يستطيع إجابتك ، هو نفسه لا يعرف ، كل ما يعرفه أن ذلك يمنحه شعور أفضل تجاه نفسه ، هم يتحكمون به تماماً لا شعوريا .
يحاول القضاء الأمريكي إلقاء الضوء على اتفاق رعاية مدته عشر سنوات وقع بين الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وشركة “نايكي” عام 1996 وتقدر قيمته بـ160 مليون دولار.

وعقب توقيع الاتفاق، دفعت شركة الملابس الرياضية الأمريكية 40 مليون دولار أخرى، صنفتها كـ”نفقات تسويق” على الرغم من أن هذا المبلغ لم يكن مدرجا في الاتفاق الأولي، فيما تم إيداعه في حساب مصرفي في سويسرا تحت اسم شركة برازيلية .

وأعلنت الإدارة الأمريكية في 27 مايو الماضي عن بدء تحقيقات موسعة حول جرائم فساد ارتكبت في عالم كرة القدم وطالت عددا من القياديين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث أوضحت وزارة العدل الأمريكية أن هذه الشبهات بدأت منذ اختيار جنوب أفريقيا لاستضافة مونديال 2010 حتى إعادة انتخاب جوزيف بلاتر على رأس هذه المؤسسة الكروية عام 2011.
لا تدفع نايكي كل هذه الأموال لمسؤولي الفيفا هباءا وسواء أدينت نايكي بالفساد أم لا فالشيء المؤكد أن عقولنا قد فسدت قبل ان تفسد ذمم هؤلاء .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com