«هذا مفتاح دارنا في بيت نبالا وهذا الثوب اعطتني اياه امي، احنا الاصل وهم السراقين» بهذه الكلمات بدأت الحاجة صالحة عثمان عرابي من قرية بيت نبالا المحتلة عام 48 تصف النكبة الفلسطينية، حيث ان التشرد المعاناة المتواصلة، والواقع المرير بكل فصوله ما زال ممتداً ومفتوحاً على مدار محطات التاريخ وعلى جبهات الزمن الذي لم يغير من إرادة شعبنا.

واكدت عرابي ان الزمن مهما طال فان اللاجئين سيعودون الى ديارعم بأذن الله، وهذه صفات شعبنا الفلسطيني الذي يسعى لمواصلة الصمود والنضال على هذه الأرض والحفاظ على هويته ووجوده وكيانه مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة العودة الى بلدها التي احتلها اليهود، وهذا اليوم هو أليم على شعبنا لأن الكل بحاجة الى العودة الى بلده ولكن نصبر الى اخر يوم في عمرنا الى ان تتحرر كل فلسطين.

وقالت «ان هي لم تعد فان اولادها سيعودن»، لان الصمود والصبر والنضال هي السبل الحقيقية للعودة وليس الوعود الكاذبة من كل الاطراف هي من ستعيدنا الى قرانا، هذه الأجيال الحية المتعاقبة المسلحة بالإرادة الصلبة وبالإيمان الراسخ بعدالة وشرعية الحق والاستعداد المطلق للتضحية والعطاء والفداء، وانه مهما طال الزمن ومهما بلغ بطش الاحتلال والعدوان فإنه لن يثني شعبنا عن المضي قدما على طريق الحرية والتحرير والعودة ودحر الاحتلال الغاشم والاستيطان البغيض عن كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الحاج معرفو يتذكر أيام النكبة في مدينة اللد

الحاج معروف الشافعي 56 عاما من مدينة اللد عاش ايام النكبة وهو صغير ويتذكر بلدته قليلا ولكن اصراره على العودة تجلى في كلماته، وقال «العرب باعونا واليهود شردونا» ولكن يبقى الامل موجود هذه الاجيال عليها تحمل الامانة والصمود في وجه الاحتلال.

الحاج الشافعي يرى النور في العودة بعيدا ولكن العزيمة والصمود في قلب اللاجئ الفلسطيني راسخة في حق العودة الى وطنه ودياره التي انتزع منها وشرد منها، ولانها ولحقوق شعبنا المشروعة في العودة والحرية والاستقلال.

وقال الشافعي « لقد خسر الفلسطينيون ارضهم ووطنهم الذي عاشوا فيه واجدادهم من قبلهم لالاف السنين فيما اصبح يعرف بالنكبة، ومع فقدانهم لوطنهم لم يفقد الفلسطينيون كل معنى للاستقرار والامن والعدل فحسب بل تذوقوا كل اشكال التشرد والحرمان وأذيقوا شتى صنوف القهر والاستغلال والظلم، وصار هذا اليوم هو للتعبير والشجب لافعال اسرائيل دون ان يحرك احد ساكنا.

ان الدول العربية والاسلامية والامم المتحدة عليها مسؤولية عظيمة، في محاولة الجميع لايجاد حل عادل يجعل الفلسطيني يعيش في وطنه المسلوب وبحرية وكرامة وليس بالتهديد والطرد، لان حق العودة الى ديارهم هو شيء مقدس، ومن واجبنا ان نسعى الى العودة الى ارضنا واذا لم نكن نحن فان ابناءنا سيعودون.

وانضم ابو يوسف سمارة البالغ من العمر 67 عاما الى الشافعي حيث قال «ان الجيش الاسرائيلي هدم كل البيوت على راس اهلها في بلدة الرملة مسقط راسه كما حاول الفرار من العصابات الصهيونية هو معظم افراد عائلته الا ان ابن عمه قتل في هذا الهجوم، مضيفا ان هناك رعبا وذعرا خلفه الجيش الاسرائيلي جراء اقتحام المدن والبلدات الفلسطينية داخل ال48.

ابو يوسف الذي تحدث بشغف عن بلدته والعودة اليها تمنى قبل ان يموت ان يرى ولو لمرة واحدة بيتهم في الرملة.

وبين ان التاريخ لن يعود ابدا إلى الوراء، والاحتلال الإسرائيلي مهما بلغ في عدوانه وجبروته فهو إلى زوال.

إن ذكرى النكبة الفلسطينية السابعة والستين مسلسل إنساني كارثي يعيشه شعب يريد استعادة وطنه التاريخي، وليس له مطمع في هذه الدنيا إلا أن يصبح على وطن حر، بعد هذا الليل الطويل، يصون له جذوره التاريخية، وقيم تراثه الثقافية، ويؤمن بمستقبل أجياله الذين لن ينسوا تاريخهم وارضهم مهما طال الاحتلال، فهي حكاية جيل بعد جيل، ذكراها خالدة في عقول وروح ابنائها.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com