يدعو اوري افنيري الى توسيع كتلة اليسار الوسط التي بادر اليها حزبا العمل والحركة، ويكتب في "هآرتس" انه ورغم عدم كونه عضوا في حزب ميرتس، لكنه يعتبره اقرب حزب الى افكاره، ولذلك يسمح لنفسه بدعوتها للانضمام الى تكتل الأحزاب الذي يجري تشكيله عشية الانتخابات المقبلة.

ويقول ان ميرتس تعتبر حزبا طاهرا، ومن الطبيعي ان يميل هذا الحزب الى الحفاظ على طهارته، لكنني اطلب منه التخلي عن الطهارة المطلقة والتسوية على امور كثيرة، لأنني ارى امامي دولة في حالة طوارئ، دولة تنازع فيها الديموقراطية وتداس حقوق الانسان، وتختفي فيها العدالة الاجتماعية، وتتفشى العنصرية، ويخرب فيها المستوطنون واذرعهم كل قطعة طيبة، دولة تسارع نحو هاوية لا رجعة منها. ويجب ان يكون هدف الانتخابات القادمة هو وقف هذا الركض الجنوني نحو اليمين المجنون واستعادة قدر من التعقل للدولة. وبعد أن نصل إلى ذلك فقط يمكن تكريس انفسنا للمشكلة الكبرى: السلام.

يمكنني كتابة لائحة حول أخطاء يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني، معا وعلى انفراد، تمتد من هنا وحتى نهاية العمر. أنا لا أحلم بهما في الليل. ولكنهما قاما بعمل عظيم: لقد ايقظ التحالف بينهما معسكر الوسط - اليسار من غيبوبته التي كانت تبدو أزلية. وأعاد الأمل في التغيير. لقد فهم الجمهور أن سلطة اليمين المتطرف ليست ضربة قدر لا مفر منها، وليست مقدرة من السماء، كما كان يعتقد حتى الأمس القريب. الجمهور يفهم أنه يمكنه هزم نتنياهو وكل المجموعة التي تلتف من حوله.

لقد تولدت قاعدة سياسية يمكن البناء عليها. ولذلك يستحق هرتسوغ وليفني تحية من القلب. ولكن يجب علينا عدم التوقف هنا. وينبغي استمرار الزخم بقوة متنامية. والمرشحين الطبيعيين للانضمام هما "ميرتس" و"يوجد مستقبل". ليس لدى يائير لبيد ما يخسره. فإذا خاض الانتخابات لوحده، سوف يتعرض لضربة ساحقة مهينة. بينما في اطار كتلة كبيرة، لا يمكن معرفة حجم قوته، وسينقذ كرامته ويضمن مستقبله.

اما ميرتس فلديها مشكلة أكثر خطورة، لكنه يتحتم على زهافا غلؤون ورفاقها التفكير مليا: هل يخوضون الانتخابات كقائمة صغيرة او ينضمون إلى معسكر كبير. إذا بقيت ميرتس لوحدها، ستحافظ على قوتها أو تضيف مقعدا واحدا أو اثنين. وماذا في ذلك؟ كيف سيوقف ذلك التدهور نحو الهاوية؟ اذا انضمت ميرتس ويوجد مستقبل الى كتلة كبيرة، فانهما ستوازيان بعضهما في الرأي العام. ولن يظهر المعسكر الموحد كيساري زائد او يميني زائد.

ومن المناسب في هذه الحالة أن ينضم موشيه كحلون الى هذا المعسكر. فامام كتلة واحدة وموحدة، ستحظى بشعبية جارفة، ستقل فرص كحلون كحزب مستقل. ومثل لبيد يمكن لكحلون ان يستنتج بأنه من المفضل الانضمام الى معسكر كبير، لا يمكن معرفة مدى قوته فيه. ما هي الفائدة من الكتلة الكبيرة؟

صحيح، هناك تحالفات تتجاوز فائدتها خسائرها، لأنها تفقد الأصوات في الأطراف، وهناك تحالفات يفوق فيها الوزن النوعي المشترك مجموع المكونات. أنا مقتنع تماما بأن هذا هو الوضع في هذه الحالة. الجمهور يطمح إلى شيء جديد، كبير وقوي. من المفضل صيد الدب معا على أن يفترسنا الدب كل على حدة، الواحد تلو الآخر. ظهور هذا التكتل سيغير كل القواعد.

جماهير الناخبين الذين فقدوا الأمل، وقالوا "هذا لن يغير"، وقرروا البقاء في بيوتهم، سيقومون عن الأريكة ويتوجهون للتصويت. هذه هي القوة المصيرية التي ستغير الميزان. وسيتبين فجأة أن اليمين هو أقلية. هذه الكتلة، جنبا إلى جنب مع الاصوليين والمواطنين العرب، يمكن أن تشكل الائتلاف القادم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com