اسقاط مخططات وقوانين التجنيد والتجند والخدمة المدنية أصبح واجب وطني ملح يتطلب الاعداد والتجهيز ووضع مخطط نضالي وحدوي وميداني واضح كما هو الحال في التصدي لمشاريع المصادرة والتهويد والفصل العنصري. لم يعد من الممكن التعامل معها على أنها محاولات فاشلة لمجموعة هامشية أو بأن فشلها مؤكد ومفهوم ضمنا بسبب الموقف الاجماعي ضدها لدى الأحزاب والأطر المجتمعية.
ما الجديد في الموضوع الذي يجعلنا نأحذ الأمور بجدية كبيرة وننظر اليها بخطورة أكبر؟ نوايا الحكومة الاسرائيلية اتضحت نهائيا في خطاب التهنئة بالعيد الذي أرسله بالفيديو إلى المحتفلين بعيد الميلاد من المتجندين المسيحيين في فندق الكراون بلازا وبمشاركة نائب الوزير أكونيس. هذا التسجيل هام جدا وخطير جدا وقد انتبه البعض فقط لزلة لسان نتانياهو في جملة "دولتنا اليهو.." ولكن لسان نتانياهو لم يزل أبدا في أمور أخيرة ومنها ما أعتبره يكشف عنه النقال لأول مرة.

ما المغزى من الاهتمام بمشروع تجنيد المسيحيين؟

بداية علينا أن ننتبه إلى مغزى أن يقوم رئيس حكومة ثلاث مرات خلال أسابيع قليلة بإيلاء هذا الاهتمام بمشروع تجنيد المسيحيين فيستقبل خوري لا وزن ولا قيمة اجتماعية أو دينية له في مكتبه مع ما يسمى فوروم تجنيد المسيحيين ومن ثم التطرق في جلسة الحكومة وبشكل رسمي لموضوع التهديد الذي تتعرض له هذه المجموعة وتعرض ابن الخوري المذكور لاعتداء جسدي حسب ادعائه وإطلاق الوعيد أمام الصحافة المحلية والعالمية ومن منبر جلسة الحكومة بأنه سيستعمل كل قوته السلطوية للدفاع عن هذه المجموعة. وأما ثالثها فكان هذا التسجيل المتلفز لمباركة العيد والذي يكشف أمورا جديدة ومنها معلومات مهمة.

فوروم تجنيد المسيحيين يقوم على مشروع تكون الحكومة شريكًا في تنفيذه

أولا: يعتبر نتانياهو أن فوروم تجنيد المسيحيين القائم على المشروع شريكا للحكومة في تنفيذ المخطط. الفوروم وهو مجموعة من الشباب المسيحيين الذين خدموا في الجيش الاسرائيلي منزوعي الهوية وبدون انتماء وادعائهم الأساسي أن المسيحيين ليسوا عربا بل أراميين, كنا نعرف أنه مدعوم من قبل التنظيم اليميني اليهودي إم ترتسو ولكنه يصبح بقدرة نتانياهو "شريكا" للحكومة. إضافة إلى خطورة هذا التصريح وعدم قانونية وشرعية هكذا شراكة دنيئة وملوثة, فانها تكشف النية الرسمية لحكومة اليمين بدعم نهج فصل المسيحيين عن انتمائهم العربي على تفس منوال سياسة فصل الدروز عن قوميتهم العربية وانتمائهم وخلق واقع تهميش وتجزئة وأزمة هوية سيكون التجنيد والتجند في جيش الاحتلال تحصيص حاصل لها.

نتنياهو يدافع عن الذين ينوون التجند للجيش

ثانيا: يصرح نتنياهو عن رضاه وتأييده بأن يقوم هذا الفوروم بالدفاع عن الذين ينوون التجند للجيش في وجه من يحاول ثنيهم عن ذلك فيما اشبه بتحريضهم على العنف بحجة الدفاع عن النفس وذلك بغطاء ودعم حكومي. ولا أستبعد تحويلهم بيد نتانياهو واليمين الاسرائيلي الارهابي إلى ميليشيا لفرض التجنيد مستقبلا اذا لم نقض على هذا المشروع الخطيروهو في مهده.

ثالثا: قال نتانياهو أن عدد المتجندين المسيحيين في ارتفاع ملحوظ قطع المئة والمتطوعين في الخدمة المدنية 500. هذه معلومات مهمة للفحص ومعرفة ما يجري ولنفترض صحتها فهي على خطورتها إذ نسعى لكي لا يكون هناك متجند واحد في جيش الاحتلال ولا في الخدمة المدنية ومع ذلك فللوهلة الأولى أرى ملامح فشل المشروع في تحقيق انطلاقة وزخم ويعود هذا إلى حد بعيد للمعارضة الشعبية التي قمنا بها على مدار السنوات الأخيرة, ومن مظاهر هذا الفشل أن يعقد هؤلاء احتفالهم الذي حضره أكونيس في الناصرة في الخفاء خوفا من رد فعلنا على الاحتفال (وقد اتهمت أكونيس بالتسلل للناصرة وانه كمتسلل يجب أن يرسل إلى سجن المتسللين الذي أقيم في النقب مؤخرا).

مشروع مدعوم حكومًا وممول ومسنود

بيت القصيد هو أن تجند رئيس الحكومة ومكتبه بهذه الكثافة وبهذه القوة يعني أن المشروع داهم وممول ومسنود وبأننا سنرى قريبا تصعيد وتغيير بالاستراتيجيات الحكومية باتجاه فرض التجنيد الاجباري على المسيحيين وفرض الخدمة المدنية على الجميع. الوضع يتطلب منا استراتيجية مضادة وشاملة نقوم من خلالها ليس فقط بالتركيز على موضوع التجنيد للجيش لفئة واحدة في هذه الحالة المسيحيين وانما برفض كل أنواع التجنيد والتجند والخدمة الوطنية أو المدنية وإعادة مطلب إلغاء فرض التجنيد الاجباري على أبناء الطائفة المعروفية لكي يكون شعار مركزي في هذه المعركة وكذلك ربط الخدمة المدنية بموضوع التجنيد وشن الحملة ضدهما سوية واعتبار من يقبل بالخدمة المدنية من الشباك يدخل التجنيد من الباب. أما الوسائل فتتطلب وبأقصى السرعة بدأ التنسيق بين كل الأحزاب والهيئات والأطر من أجل وضع برنامج تفصيلي للعمل يكون في مركزه عقد مؤتمر وطني جامع ضد كل أنواع التجنيد والتجند والخدمة الوطنية وسلسلة نشاطات ميدانية ترسل رسالة واضحة أنناسنسقط كل مخططات نتانياهو ومؤسسات اليمين والدولة الصهيونية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com