ما بعد الانتخابات

الفيزياء هي قوانين الطبيعة وهي تعمل على البشر وحركة الشعوب والثورات ومواجهة الاحتلال أكثر من عملها على الأجسام الجماد .. تخفيف الضغط بتوزيع ضغط القوّة يؤدي لإمكانية أكبر بالنجاح للتغلب على المحتل.

كما أن ذبذبات الصوت وعبارات الفيس بوك لن تحرك حجرا إذا لم يعقب الكتابة فعلا وتحركا على الأرض فأيضا كلام بكلام وشتائم بشتائم وحتى تخوين لن يوصل إلا إلى ما أسمته الأخت رجاء عمري "الدوامة" والدوامة تغرق من يقع بيدها. لذا لا أحبذ نقدا وكلاما لا يؤدي لتغير على الواقع وأنا لا أنقد ولا أنقض ولا أخوّن ولا أهاجم شخصا إلا إذا ما كان عندي أمل لأن يعقب ذلك تحرك على الأرض للتغير وعندما أيأس أتحول للأمور الأكثر جدوى ونفعا.

لذا كلامي دائما يوجه لفلسطينيي الخط الأخضر وهنا أنا أوجه حديثي للأحزاب كافة التي حشدت الحشود بانتخابات دورية, ومخزنها لا ينضب من أصوات وذات مناصب أطالبها بتحمل مسؤولياتها اتجاه قضايا حارقة - تنفيذ ما اتفقت عليه هي (تحويل طاقات الشباب بالقرى والبلدات من إمكانية الخدمة المدنية إلى التطوع الأهلي والبلدي والوطني) - المشاركة بأعمال تطوعية يقيمها الكثير من الشباب الغير محزب وغير مؤطر بعدّة بلدات وقرى من الشمال إلى النقب وأيضا بمحاولات العودة بالأساس اقرث وبرعم والعراقيب (طبعا العراقيب هي محاولة عودة لكن النقب كله الثابت بأرضه يواجه الهدم يوميا) - زيارات دعم للأغوار وما تواجهه من تطهير عرقي .. ولمرابطات الأقصى وما تواجهنه يوميا من أخطار تقسيم الأقصى على نسق الحرم الإبراهيمي قبله. - الأسرى هم النزيف الحي لشعبنا بالضفة (غالبية الأسرى هم من الضفة) وذلك النزيف موجع ومتعب للعائلات وللمجتمع وللنسيج المجتمعي ولكل تحرك ممكن.

علينا تقصير رهيب (كيف لنا أن نقبل أنه خلال بضع ساعات نظم المستوطنون اعتصاما أمام عوفر لرفض إطلاق سراح الأسرى) والسجون منتشرة بكل مكان والمستشفيات منتشرة بكل مكان على أرضنا .. محامينا أطباءنا يمكنهم زيارة دورية لكل أسير ..

برافر هو قطع الضفة عن غزة قطع الجغرافيا وقطع الامتداد البشري وصلات الرحم الأسرى وخاصة أسر الأطفال يوميا وتعذيبهم, هم أداة قمع هائلة بيد الاحتلال لمنع أي تحرك ضده وأما التنسيق الأمني فمببراته جميعها كانت ستسقط لو كان اهتماما ودعما من فلسطينيي الخط الأخضر للأسرى (للتوسيع بهذه الفكرة بحاجة لمقالة لوحدها).

"واني أقول لكم إسرائيل هذه أوهى من بيت العنكبوت" .. "وما النصر إلا صبر ساعة" وأما أنا من تجاربي البسيطة والمتواضعة فعلا ضغطا بسيطا ملتزما وثابتا ومحبا للوطن والشعب يحقق أي مطلب ولو بدا للوهلة الأولى شبه مستحيل (للتنويه ألف عافية وكامل الاحترام للشباب والصبايا الذين يعملون بكد وإخلاص على كافة المستويات برغم ما يواجهونه داخليا وخارجيا وبرغم وحدتهم لكنهم ثابتون) لذا سؤالي أين الأحزاب (بسطات الأصوات) بدورات الانتخابات؟!