صوتٌ من الشجن، دخل إلى قلوبنا، حين سمعناه على الشاشة الصغيرة، رقيق مثل الموجة الخجولة التي تُدغدغ رمال البحر، والتي وقعت اسمها على صخور الشاطئ! إنها الفنانة لينا مخول، ابنة مدينة عكا..

يقول والدا لينا، خلال لقاء خصّا به موقع بُـكرا، أن ابنتهم دخلت إلى برنامج "The Voice"، بموسمه الثاني، من منطلق الرغبة بإبراز موهبتها، وليس بهدف النجومية، وأعطت الغناء حقه، كما تفعل دائمًا. وقالوا إن وصولها إلى المرحلة نصف النهائية يدل على انها موهوبة فعلا، وأنها دخلت إلى قلوب الكثير من المشاهدين والمعجبين بها وبصوتها.

الحصول على لقب The Voice ودعم المصوتين من العرب واليهود!
عندما قررتْ لينا المشاركة في البرنامج، لم تكن لديها توقعات مسبقة، كانت تعيش اللحظة، وهذا يعود لإيماننا بأن "حجم خيبة الأمل بحجم التوقعات". أما من ناحية القدرات، فدون أي شك هي تملك كل المؤهلات للحصول على اللقب، وبحكم قوانين البرنامج، الأمر منوط بالجمهور، وكلنا أمل بأن يدعمها الجمهور عامة وفق ادائها وشخصيتها لأنه في نهاية الأمر هذا برنامج فني ويجب أن يبقى بصبغته الفنية.

أضواء الشهرة وتأثيرها على العائلة...
وفي ما يخص أضواء الشُهرة التي بدأت تُسلط على لينا وعائلتها، نتيجة مشاركتها في برنامج "The Voice"، قال والداها: "عندما يقوم أحد أفراد العائلة بالعمل على تحقيق حلمه، وينجح بذلك، فمن المؤكد أن نجاحه سيؤثر على عائلته بشكل إيجابي، وخاصة عندما تكون العائلة مبنية على أسس متينة ومبادئ واضحة غير متعلقة بالمسببات الخارجية. لذلك فقد بقينا على ما نحن علبه، ولم يغير البرنامج حياتنا كعائلة، ولكن حصل تغيير كبير على ظروف حياة لينا وبالتالي حياتنا العائلية، حيث أدت الشهرة السريعة إلى أن كل من يلتقي بأحدنا يميزنا ويسألنا هل نحن أهل لينا؟ أخ لينا؟ عم لينا؟ وإلخ... هذا شيء مفرح ويثلج قلب كل أهل، وكما قلنا سابقا فإن المظاهر المرافقة للشهرة الجديدة يجب تقبلها والعيش معها بأفضل صورة والنظر إلى الايجابيات دائما. مؤكدين أن دور الأهل بالنتيجة هو تنمية الأجنحة لأبنائهم كي يحلقوا عاليا.

مشوار لينا مع الفن.. منذ نعومة أظفارها..
يقول والدا لينا، إنها بدأت مشوارها الفني برقص البالية، حين كانت تبلغ من العمر (5) سنوات فقط. وبالمقابل انتسبت لدورة "ما قبل الموسيقى" التي يتعرف الطفل من خلالها على عالم الموسيقى بصورة بسيطة بهدف فحص ميوله الموسيقية. وكان هذا في معهد الموسيقى البلدي في عكا. واستمرت لينا بالرقص مدة عشر سنوات ثم عادت الى الموسيقى لتعزف البيانو مدة خمس سنوات وخلال ذلك غنت بجوقة المدرسة كتلميذة بمدرسة تيراسنطة الابتدائية ولكنها برزت عندما كان عمرها خمس عشرة سنة، حين دمجت بين العزف والغناء باللغة الانجليزية... عندها لمسنا كم هي موهوبة، كما لاحظت ذلك معلمة البيانو.

إن دور الأهل بالأساس، هو توفير الوسائل وفتح المجالات أمام أولادنا ودعمهم باختياراتهم، في المجالات الفنية والأدبية، والدراسة أيضًا، وهذا كجزء من تعرف الطفل على نفسه وفتح آفاقه بهدف بلورة شخصيته والحصول على الأدوات المساعدة لبناء مبادئه ومسيرته في الحياة، وليكون إنسانا واعيا وناجحا ومعطاءً. الفن موجود في نبض وجذور العائلة، فجميع أولادنا يمارسون العزف على آلات مختلفة وكذلك يتمتعون بأصوات جميلة، كما أننا من المستمعين الدائمين للموسيقى بكل أنواعها".

وتابع والدا لينا: "لقد تميزت لينا منذ صغرها بالذكاء والشخصية ذات الحضور، كما كانت لديها القدرة على تعلم اللغات، إذ أنها بالإضافة إلى العربية والعبرية والانجليزية أتقنت اللغتين الاسبانية والايطالية. هي دائما متفوقة في كل ما تفعله، سواء كان ذلك بالدراسة أو اجتماعيا أو قياديا.
وبالحري، كل هذا أدى إلى نمو لينا الابنة الشابة المعطاءة صاحبة المبادئ والقيم الأخلاقية وصاحبة رؤيا حياتية ناضجة تهتم وتخدم مجتمعها وشعبها، فقد تميزت بتطوعها داخل المدرسة، اذ شاركت خلال 12 سنة في كل النشاطات المدرسية وبذلت المجهود والوقت لذلك طوعا وحبا في خدمة مجتمعها الصغير (المدرسة). كما أنها اختارت التطوع بالإسعاف الأولي لخدمة مجتمعها لأنها تميل إلى العلوم الطبية والعطاء.

لينا بين الفن والحياة الأكاديمية مستقبلاً..
نحن نتحدث عن شابة واعية حاصلة على امتياز علمي يؤهلها أن تحقق حلمها الدراسي وكذلك موهوبة فنيا تستطيع أن تنجح كفنانة محترفة. كانت لديها تخبطات قوية ما بين موهبة تتفجر داخلها وتخصص دراسي يضمن لها مهنة، ولقد عبرنا معها مرحلة التخبطات المهنية منذ سنة تقريبا بعدما أنهت المرحلة الثانوية، اذ كانت متخبطة ككل أبناء جيلها بشأن اختيار المهنة وبعد أن درست الوضع (وبعد أن استعانت بوالدتها كمدربة COUCHING )، كان قرارها أن تسير بالاتجاه الفني ولكن بالإضافة له، لا بد من التعليم الجامعي والحياة الجامعية والحصول على شهادة جامعية".

المشاركة في برنامج إسرائيلي..
وعن سؤالنا حول إن كانت المشاركة في برنامج إسرائيلي، ستمنعها من المشاركة بالبرامج العربية او الفلسطينية قال والداها: "تؤمن لينا بأن القلب هو الذي يحرك مشاعر الانسان، وحتى تصل الى قلب الانسان يجب أن يخرج من القلب وأكثر ما يخرج من القلب هو الموسيقى، هذه اللغة العالمية التي توحد جميع اللغات، فهي ليست بحاجة لأن تمر عبر العقل وانما تدخل مباشرة الى القلوب. ولهذا تقول لينا انها اختارت المشاركة بهذا البرنامج من بين كل البرامج الأخرى لكونه الاطار الوحيد المناسب لإبراز نوعية غنائها بأفضل طريقة، اذ أنها تتقن الغناء بالإنجليزية أكثر منه بالعربية وكما أنها لم تغن بالعبرية من قبل. وأضافت أنها اختارت المشاركة بالبرنامج ذا المبنى (فورمات) العالمي ليس بهدف النجومية بل بهدف استغلال كل ما يحمل هذا البرنامج، لصالح إيصال رسالة وهي تقويض "الأفكار المسبقة" والتعامل مع الانسان كإنسان دون تمييز على أساس الدين أو القومية أو الجنس. وأضافت أنك عندما تستطيع الوصول الى قلوب الناس فانك تستطيع أن تجعلهم يصغون اليك وعندها يحدث التغيير ويبدأ تقبل الآخر. ومن يتقبل الآخر يبدأ بإحداث التغيير. كما أنها تؤمن بأن الجيل الصاعد هو الجيل الذي سيحدث التغيير اذا ما تقبل الآخر.

أما نحن كأهل فنأمل بفتح المجال لمشاركة كل موهبة عربية بأفضل الأطر والبرامج الملائمة لإبراز وتنمية الموهبة في جميع الدول العربية لأن كل موهبة مدفونة أو غير معتنى بها ستؤثر سلبا على نجاح صاحبها بكل المجالات والأكثر تكون خسارة لشعبنا العريق".

بُـكرا: هنالك مقولة على أن لينا وبغنائها باللغة العربية أحضرت العربية إلى "البرايم تايم" الإسرائيلي، هل خططت لينا لذلك، وهل لكم مقولة في هذا الموضوع؟
"العربية هي مكوّن من مكونات لينا مخول، فهي تتنفس العربية وتحلم بالعربية وتأخذ العربية الى كل مكان تتواجد فيه. نعم أحضرت لينا العربية إلى "البرايم تايم" وأصرت على الغناء باللغة العربية (كان من المهم لها أن تفخر بها جدتها) وخاصة للسيدة فيروز منذ الحلقات الأولى للبرنامج". وقد أكد والدا لينا في حديثهما لنا على أن غناء لينا لفيروز أدى الى تعرف الطرف الاسرائيلي بشكل جارف على جانب عريق من فننا وحضارتنا وهذا بحد ذاته تمثيل مُشرﱢف لأصلها وشعبها.

بُـكرا: هل حدث وكانت هنالك فترات أحست لينا خلالها بضرورة الانسحاب من البرنامج؟
"لا لم يحدث أن فكرت لينا بالانسحاب من البرنامج أبدا، رغم الصعوبات والضغوط المنوطة بمشاركتها بالبرنامج لأنها تؤمن وفرحة بما تفعل".

كلمة أخيرة لقراء موقع "بكرا"...
"أخيرا نقول إن كلمة شكرا لا تكفي للتعبير عن عميق شكرنا وفرحنا بالدعم والمحبة اللذين تلقاهما لينا من شعبنا وخاصة قراء موقع " بكرا" ونأمل أن يواصل الجميع الدعم حتى حصول لينا على لقب "أحلى صوت" .

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك

حابـّين تصوتوا للينا؟!... ابعثوا الرقم (8) برسالة نصية قصيرة (SMS) إلى الرقم: 5060 أو من خلال موقع الإنترنت الخاص بالبرنامج www.Reshet.tv

كما وبإمكانكم متابعة آخر أخبارها عبر التواصل في صفحتها على الفيسبوك اضغط هُنـــا 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com