رغم الخلافات الشديدة والنقاشات الحادة التي تخللت زيارة عضو الكنيست حنين زعبي عن التجمع الوطني الديمقراطي، مع رجال الأمن في الجامعة، ووسط حراسة مشددة من شرطة حيفا التي أرسلت أربع دوريات شرطة لجامعة حيفا، دخلتها عضو الكنيست لأول مرة منذ سنتين من منعها من ذلك، الا أن هذه المرة لم يحضر الطلاب اليمنيين للتظاهر ومنعها من دخول الجامعة بحجة الإخلال بالنظام العام والامان.
فقد شاركت زعبي في الأمسية لإحياء ذكرى النكبة التي نظمها التجمع الطلابي في جامعة حيفا، والتي تولى عرافتها الطالب رائف إغبارية، والذي قال في كلمته أن "اليوم نقف بين أيدينا عائدين الى أنفسنا، نقف حياة ذواتنا صفا واحدا متراصا متعاضدا، والاستحقاقات تترتب علينا في ظل السياق التاريخي، الذي وجدنا فيه لنقول أننا نحن أبناء الشعب العربي الفلسطيني، مجموعة الأقلية الأصلانية في هذه الديار، كنا وما زلنا أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وسوف نبقى فوق كل محاولات التهميش، وفوق كل ممارسة من شأنها ان تثنينا عن ممارسة حقنا الطبيعي والمشروع".
وتحدثت الطالبة آية جابر – عضو نقابة الطلاب العامة وممثلة كلية الأدب العربي والأدب الانجليزي عن التجمع الطلابي، فقالت: "إن التجمع الطلابي الديمقراطي في جامعة حيفا يعمل على قدم وساق للتصدي لجميع المواقف العنصرية التي ما فتئت تزفنا بها جامعة حيفا. ولكننا لم ولن نقبل بمثل هذه التعاملات التي يصب هدفها بان تضعف من هزيمة وإرادة الطلاب العرب وحثهم للتراجع عن موقفهم الفلسطيني بشتى طرق الترهيب والتخويف التي أساس لها هنا. ولكن سياسة كتم الأفواه لن تسكتنا ولن تنسينا نكبتنا، بل عنصريتهم سوف تذكرنا دائما بحقيقة معاناة شعبنا وستحثنا على الوقوف دوما وأبدا في وجه سياسات القمع والتمييز. وسيعمل التجمع الطلابي على تذكير هذه السياسات وأصحابها باننا سنرفض كل تعدٍ على حريتنا وحرية شعبنا بالتعبير عن حقه، ومن خلال تمثيلي للطلاب العرب في نقابة الطلاب العامة لمست عن قرب المواقف العنصرية والطرق الملتوية لاتخاذ قرارات أو رفضها، وما ذلك الا دليل واضح لقيام هذه النقابة بالمستحيل لإفشال كل مخطط لا يتناسب مع عنصريتها وصهيونيتها".
بعدها تحدثت النائب حنين زعبي فقالت في كلمتها: "نحن في مرحلة إحياء ذكرى النكبة ويوم الأرض وعلى بعد 63 عاما من النكبة ولكن هذا البعد فقط بعدا زمنيا وليس سياسيا، بمعنى أن مشروع النكبة أي تهويد الأرض وتهويد الذاكرة لا زال فاعلا. ولا زالت مشاريع وقوانين عنصرية تسن في الكنيست أسبوعيا. سنت الكنيست الاسرائيلي خلال 60 عاما، 23 قانونا، بينما في السنوات الثلاث الاخيرة سنت الكنيست أكثر من تسع قوانين عنصرية"!
واضافت زعبي: "في السنوات الثلاث الأخيرة زادت وتيرة سن القوانين العنصرية بتسعة أهداف. ما زالت اسرائيل تتعامل معنا كحجر عثرة أمام وجودها كدولة يهودية. نحن لسنا مواطنين من الدرجة ب، بل نحن حجر عثرة. قد نتحدث عن التمييز والعنصرية، ولكن ايضا اليهودي يتحدث عن التمييز والمطالبة بالمساواة، وكذلك الحال بالنسبة لمهاجرين جدد من اثيوبيا وروسيا. ما نطالب فيه يختلف عما تطالب فيه بقية المجموعات السكانية في اسرائيل، لأننا نطالب من موقعنا كسكان أصليين"!
وتطرقت الى حادثة إلغاء اللغة العربية من رمز جامعة حيفا، فقالت أن المطالبة بإعادة اللغة العربية الى الرمز، علما أن إزالتها هي قمة الوقاحة والعنصرية، هي مطالبة كصاحب وطن. وأشارت أن نضالنا هو على مساواة قانونية وليس فقط وطنية.
وأكدت أن "اذا أردنا فتح ملف (حلوكات نيتل – بالعبرية) توزيع العبء، فتوزيع العبء يقول أنه على ارضي بُنيت أكثر من 1000 قرية ومدينة يهودية، وتوزيع العبء يقول أنني أُمنع من السكن في 570 مجمع سكاني يهودي بسن قانون. توزيع العبء أن هذه الدولة تشكلت على أكثر من 85% من شعبي الذي هُجّر. هذا جزء من الحساب الذي دفعه شعبي كي تتشكل دولة يهودية. دولة يهودية ديمقراطية هذا تعريف غير منطقي"!
كما تطرقت الى حادثة سفينة المرمرة فأكدت أن العالم تضامن مع غزة لأنها صامدة وليس لأنها ضحية. وأكدت: "نحن نخوّف العنصرية لأننا نخاف من العنصرية ولا نخاف من الخطاب الصريح، ولأننا نتحدى بالديمقراطية والقانون"!
بعدها قدّم الفنان نضال بدارنة مقطعا فنيا كوميديا ساخرا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com