يبدو أن التحرّش الجنسي والاعتداءات الجنسية قد وصلت أيضا مدارسنا العربية... أو على الأقل لم يعد "عيبا" الحديث عن الموضوع!!

كل مجتمع يجابه هذه المخاطر والمشاكل التي تهتم بقضايا التحرش الجنسي والاعتداءات الجنسية، بغض النظر عن كونه محافظا أم علمانيا أم دينيا.

وبحسب الإحصائيات والدراسات العالمية فإن واحدة من كل 3 أو 4 طفلات أو نساء أو فتيات تتعرض على الأقل مرة واحدة في حياتها للتحرش أو الاعتداء الجنسي، بينما واحد من بين كل 6 أو 7 أطفال أو فتيان أو رجال يتعرض لذلك!!!

الوقاية  والارشاد والعلاج

وبهدف الوقوف على مخاطر هذه الظاهرة وطرق معالجتها في الوسط العربي، وبشكل خاص في المراحل الأولى من العمر، والمدارس عامة، كان لنا هذا اللقاء المثير مع هيام طنوس مفتشة المستشارين التربويين في لواء الشمال ورئيسة لجنة مناهضة العنف في لواء الشمال، ونادية مصاروة مركّزة قطرية للاختصاصيين التربويين العرب في الوحدة لمنع وعلاج الإساءات الجنسية والتنكيل الجنسي في وزارة المعارف.

التربية الجنسية

من جهتها تقول طنّوس، والتي تعمل بالتعاون مع 180 مستشارًا تربويًا، حول موضوع التربية الجنسية: "أؤمن أن التربية الجنسية تبدأ من لحظة الصفر، عندما تضع الأم ابنها على صدرها وترضعه، لأننا ككائنات بشرية نخلق مع غرائز جنسية ورثناها أبا عن جد، والاهتمام بهذه الغرائز واعطاءها محلها الصحي والآمن يمنحنا الشعور بالأمان ويجعلنا ننضج بشكل طبيعي بعلاقتنا مع ذاتنا ومع الآخر. لأن الناحية الجنسية هي جزء لا يتجزأ من مركبات شخصية الفرد، هويتنا الجنسية هي واحدة من المركبات الناشطة في بلورة الهوية الشخصية للانسان. كعادة الطفل ومن ثم الانسان، هي حصيلة قدرته على الملائمة والتوازن بين جميع مركبات شخصيته بما في ذلك المركب الجنسي، فمشاعر الانسان وأحاسيسه تجاه نفسه لها أثر كبير في علاقته مع ذاته ومع الآخر. هذا ايماني بكل قضية التربية الجنسية".

على الاجندة

وتضيف طنّوس: "في الشمال ما زالت قضية الاستشارة التربوية في بداياتها، صحيح أن المستشار التربوي يعمل على الناحية الجنسية ولكن أيضا يتعامل مع المهارات الحياتية، العسر التعلمي، مكافحة المخدرات وتطوير الحصانة النفسية لدى الطالب/ة. وعلى سبيل المثال قضية منع الانتحار، فاليوم يوجد الكثير من الأولاد الذين يعانون من مشاكل قد تؤدي الى الانتحار، كالتخوّف من الامتحانات مثلا، فالمستشار التربوي يعمل بشكل مكثف مع مواضيع أخرى. وبالفعل موضوع التربية الجنسية لا يحظى بحقه وليس موجود على أجندة المدير، او مفتشي اللواء ".

الصحة والبيولوجيا

وتقول في رد على سؤال حول أهمية التربية الجنسانية الصحيحة: "ممنوع أن نعمل عن الاعتداءات الجنسية قبل أن نتحدث عن الجنسانية الصحيحة، فلا يعقل أن أتحدث عن الجانب البتالوجي قبل أن أتحدث عن الجانب الصحي. عندما يأتي الطفل الى العالم فهو يأتي مع احتياجات منها الحاجة لتلبية الاحتياجات الجنسية، فملاطفة والدته واهتمامها الصميمي بمشاعره وأحاسيسه بأولى مراحل حياته تعطيه المقدرة على عبور كل مراحل حياته بأمان وبساطة.

يمر الولد بثلاث مراحل، المرحلة الفميّة، وبعدها المرحلة الشرجية، ومن ثم المرحلة المهبلية/ قضيبية، ومن المهم أن تمر هذه المراحل كلها بشكل صحيح وغير مركب.

في السنة الاولى من حياته تتركز الغرائز الجنسية كلها حول مرحلة الفم وتسمى بالمرحلة الفميّة (0 – 1)، ومن ثم يمر بالمرحلة الشرجية (1-2) في السنة الثانية لحياته، وتتركز الغرائز حول الشرج، عندما تغير له الأم حفاظه، وهنا يتوقف الامر عند حصوله على الاهتمام من والدته، وهنا يحصل على المتعة الجنسية بحسب غرائزه من أعضاءه التناسلية، "تهتم بي لا تهتم بي، أغيرلك لا أغيرلك" .... ثم المرحلة المهبلية / القضيبية عندما يكتشف الولد أو البنت أن لديه قضيب او مهبل، وهنا تتراوح الأسئلة كلها حول هذه المواضيع، وعلينا ككبار أن نعرف كيف نجيب على هذه الأسئلة، وكلما كنا صادقين وأعطيناهم اجوبة صحيحة، ونحضرهم في كل مرحلة الى المرحلة المقبلة ، يكون تطور الولد صحيحا، واذا لم تمر هذه الامور تحدث البتالوجيا. كل قضية التحرشات الجنسية تبدأ من المرحلة الثالثة عندما يسأل الطفل اسئلة ولا يحصل على الأجوبة الصحيحة عليها... ولذلك من المهم أن نشرح لهم ما أعطتهم انسانيتهم، اذ أن وجود الأطفال هو نتيجة علاقة جنسية بين الأهل، وهي عملية بسيطة وجميلة من المفروض ان تشرحها للطفل بشكل صحيح"!!

توعية الاطفال

وتقول طنوّس أنه من المهم جدا توعية الأولاد حول جنسانيتهم من الصغر، وتشرح لنا كيف يتم ذلك قائلة: "نشرح للأطفال من خلال قصص وأحاديث، ومثلا حالة صغيرة، عندما يقوم ولد بـ"تشليح" (تعرية) بنت، لماذا قام بذلك، الحوار والحديث مع الأولاد يخفف هذه الأمور عندما يكبر... لا يكفي أن نقول "عيب" وحسب، ولكن يجب أن نشرح لهم كل هذه الأمور ولماذا هي غير مقبولة... في برنامج مهارات حياتية نحن نمرر هذه المواد للمستشارين، ولكن يجب برأيي تكثيف الحديث عن هذا الموضوع وتأهيل المستشارين بهذا المجال أيضا".

وتنهي حديثها بالقول: "الوزارة تعمل على هذا الموضوع، منذ خمس سنين نحيي يوما لتوعية حول التحرشات الجنسية في كل مدارس البلاد، ولدينا حتى نقيم في المدارس العربية أسبوعا كاملا وليس فقط يوما واحدا. هذا العام سجّلنا ارتفاع 80% بنسبة التبليغ عن الاعتداءات الجنسية، وذلك من خلال الحديث في المدارس، وعي المستشارات، وأن نواصل ونتابع الموضوع، نحن وضعنا جيد اليوم، ولكن يجب أن يكون ممتازا، وما زال هناك ما نعمل عليه"!

التنكيل الجنسي

أما نادية مصاروة مركزة قطرية في الوحدة لمنع وعلاج الاساءات الجنسية والتنكيل الجنسي، وهي جزء من "شيفي" – خدمات الاستشارية النفسية، والذي يخضع لقسم المساعدة والمنع في وزارة المعارف. تؤكد أن الوحدة التي تنتمي اليها "يعمل فيها حوالي 40 شخصا مهنيا، من مستشارات مروا بتأهيل خاص كي يكونوا مرشدات للمستشارات في المدارس، وحسب اللواءات يعملن وليس فقط بل أيضا حسب الأوساط المختلفة... ونجحنا مؤخرا في إدخال مرشدة للعرب في لواء الشمال، سهى ضو، مرشدة في لواء حيفا ريم جبارين، ومرشدة جديدة في المركز دنيا أبو زايد، ينقصنا في الجنوب والقدس، وكل سنة نطالب أن يزيدوا الملاكات ليكون تمثيل عربي في كل المناطق، لدينا أيضا مركزين ، مروا بالتأهيل نفسه ليعطوا ارشاد للأخصائيين النفسيين التربويين".

اما في ردها على سؤال حول التحرش الجنسي بالمدارس، فتقول مصاروة: "المعلومات المتوفرة لدينا حول ما يحصل في المدارس تصلنا عبر توجهات من طاقم المدرسة، معلمين، مستشارات، مربي صفوف، والذين يتوجهون عبر المستشارات والإخصائيين النفسيين، وظيفتي أن أقوم بمرافقة الاختصاصي النفسي في حال توجه لي عارضا حالة تحرش جنسي أو شك لتحرش جنسي، وهذه الحالات قد تكون صعبة من العديد من الجوانب، خصوصا وأنه موضوع حساس في الوسط العربي، والأهل بالأساس.. كثير من الناس المهنيين هم أهل بنفسهم، كثير من المرات لا نرى لأننا لا نرغب بالاعتراف أنّ هذا الأمر يحدث من حولنا وقد يطال أولادنا أيضا. فحتى المهنيين يجب أن يكونوا واعيين لهذا الجانب، وعليه أن يرى كم هو الواقع أسود وصعب، فقد لا نرى أن الطفل يعاني من تحرش جنسي".

المدارس والمنازل

وتضيف مصاروة في حديثها عن الاعتداءات والتحرشات الجنسية في المجتمعات عامة: "هذه الأمور تحدث في كل المجتمعات وفي كل الطبقات وكل الأجيال. الاحصائيات التي نملكها قطريا في البلاد من عدة دراسات تكرر نفسها وتقول أن 1 من كل 3 أو 4 بنات أو نساء تمر واحدة على الأقل بحياتها من تحرش جنسي الى اعتداء جنسي. وقد يكون الأمر مجرد كلمة صعبة يوجهها لها في الطريق، أو حتى جلوس قريب جدا في الحافلة، وقد يصل الأمر حد الاعتداء الجنسي والاغتصاب.. بالمدارس من الصعب أن نعرف. للرجال من جيل صفر ولمدى الحياة، واحد من بين 6 أو 7 يمر بهذه الأمور"!!!

وتواصل حديثها قائلة: "كما في كل محل، في المدارس أيضا، بحسب الاحصائيات في البلاد والخارج 80 – 90% من المعتدين هم أشخاص في الاطار القريب من الطفل أو الطفلة، ونحن كعرب قد تكون النسبة أكبر كوننا كعائلات نسكن قريبا من بعضهم البعض.

في العديد من الأحيان قد يكون الأمر في البقالة بالقرب من المدرسة وحتى بين الأولاد أنفسهم من نفس الجيل أو نفس الصف، وحتى في السفر للمدرسة (هساعا).

في الماضي لم يكونوا واعين كثيرا لهذه الأمور، ولكن الآن هناك وعي أكبر بهذا المجال. الكل معرض، ولا يوجد شخص معرض أكثر من غيره، ولكن هناك مجموعات معرضة أكثر من غيرها لهذه المخاطر.

مثلا، أولاد يعانون صعوبات مع أنفسهم بشكل عام، او منبوذين اجتماعيا.

الاعتداء هو عمليا استعمال القوة كي يشعر الآخر أنه قوي وأنه لديه سيطرة على الضحية، فقد يجبر الأولاد ولد آخر على ممارسة عملية جنسية ما معهم كي يضموه الى فعاليات ما، ويفعّلون ضغطا اجتماعيا على هذا الطفل أو تلك الطفلة لمجرد أن يصبحوا مقبولين، وهذا يجعلهم عرضة للاعتداء الجنسي.. كل الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة هم عرضة لهذا الخطر أكثر من غيرهم، كونهم يعانون صعوبات كثيرة، تتطلب مراعاتنا، واهتمامنا، وبالتالي فهم عرضة أكثر للاستغلال والاعتداء".

برنامج مهارات

وتحدثنا مصاروة عن عمل الوزارة للتوعية حول قضية التحرش الجنسي: "كل مستشارة لديها برنامج مهارات حياتية وجزء من هذا البرنامج هناك لقاءات مبرمجة حول الوعي للجسم، وموضوع النظافة الشخصية والانتباه للجسم وحمايته والدفاع عنه ليس جنسيا فقط، وانما أيضا جسديا، وكيف نضع الحدود حتى جنسيا. هناك توصية من وزارة المعرف أن تمرر كل مستشارة أو مربية هذا البرنامج سنويا. وبالحقل الأمر يتعلق بالمستشارة والمربية نفسها. ويجب أن نفحص طريقة تطبيق البرنامج في المدرسة"...
 

وتتابع: "اليوم صرنا بمحل مختلف في جهاز التعليم في المجتمع اكثر مما كنا عليه قبل 5 – 6 سنين، اليوم الأهل يتوجهون بأنفسهم الينا ويبلغون عن اساءات جنسية. لا شك أن الموضوع أصعب من الحديث عن مواضيع أخرى كفصول السنة أو أيام الأسبوع، لا شك ان الموضوع بحاجة لجهد اضافي ولكن الناس يتحدثون عنه. المجتمع نفسه بات أكثر وعيا، فلم يعد المعلمين الذين كانوا يستصعبون الحديث عن هذ الموضوع بامكانهم عدم الحديث عنه؟؟، فبات الأهل نفسهم أو الاطفال أنفسهم يبادرون لذلك ويجب منحهم الأجوبة.... في السنوات الأخيرة نعمل على موضوع "مجموعة الأتراب" طلاب من نفس الجيل، فكيف نحوّل زملاء الصف الى مورد ليساعد هؤلاء الأولاد على توجيههم لطلب المساعدة!

ونركز على هذا الموضوع بشكل خاص بجيل المراهقة، لأنه هناك فرق كبير في الجيل بين الجيل الكبير وجيل الصغار، فعملنا على تفهيمهم أن الحديث لا يدور عن "وشاية" وانما بالتالي تقوم بمساعدة أصدقائك. كما نعمل عبر هذه المجموعات على التوعية بخصوص التحرش الجنسي في الانترنت. قبل عام أجرينا أياما دراسية للطلاب، بمشاركة الشرطة وشركة المراكز الجماهيرية، وتحدثنا معهم عن مخاطر الحاسوب والانترت وكيفية التوجه والى أي جهات يجب التوجه. هذا البرنامج موجود في موقع شيفي على الانترنت".

تأهيل كوادر مهنية

وتضيف مصاروة في حديثها حول الاختصاصيين النفسيين: "نقوم سنويا بتأهيل مجموعات من الاختصاصيين النفسيين للتعامل مع الشمولي المهني مع الموضوع وكيفية إدارة وتوجيه حالات عند الاعتداء. بالاضافة الى ذلك، نقوم بتأهيل اختصاصيين نفسين تربويين لعلاج ضحايا الاعتداءات الجنسية. وكل عام هذه المجموعات آخذة بالازدياد، مما يدل على أهمية الموضوع"!

وتقول مصاروة: "لا شك أنه من الصعب كثيرا أن نتحدث عن الموضوع، ولكن عندما يصبح أسهل لنا الحديث عن الموضوع يصبح أسهل على الطلاب أيضا الحديث، ولكننا نعمل على أكثر من مستوى. والحديث عن الموضوع في الاعلام هو جزء من هذا المشروع لرفع الوعي وجزء من التغيير الذي نشهده في الآونة الأخيرة..

ولكن من الصعب أن نقول أن شخصا تربى ببيت محافظ ولم يتحدث عن الموضوع بتاتا، أن يتحوّل بين ليلة وضحايا لمنفتح ويتحدث كثيرا عن الموضوع... كله مربوط بنا كبشر، ونحن مجتمع محافظ ولكننا نعمل على الموضوع. هناك فكرة مغلوطة أننا كمجتمع متدين، لا نتحدث عن الموضوع... ولكن حتى الرسول صلى الله عليه وسلّم كان قد أسرع في الصلاة كلما شاهد طفلا باكيا كانت أمه تصلي، فكيف لنا إذا أن نحارب ظاهرة مخيفة وخطرة كالاعتداء الجنسي اذا رسولنا (صلعم) عجل في الصلاة من أجل طفل باكي؟؟ لذلك فحتى الدين يوصي على أهمية توعية الأولاد".

المدارس ومشاريع التوعية

اما حول تبني المدارس لمشاريع التوعية حول التحرّش الجنسي تقول: "أعتقد أن الأمر متعلق كثيرا بالأشخاص المعنيين في المدارس، فاذا كان المدير يهمه الموضوع ومستعد للتعامل معه تراهم يوّسعون البرنامج ويختارون هذا البرنامج أكثر من غيره من المشاريع والبرامج، وهذا الأمر هو اختياري لكل مدرسة، فلا يمكن اجبار المدرسة بتنفيذ هذه المشاريع، ونحاول عبر المستشارات والاخصائيين النفسيين أن يثيروا الموضوع في مدارسهم. أحيانا يكفي أن يكون مستشارة أو أخصائي مهني في المكان، أن يتوجه له أحد الطلاب، فيرون أنه نجح في التعامل مع هذه الحالة، فحينها ترى أن هناك توجيه حالات أكثر وأكثر وعي وأكثر ثقة بالنسبة لهذه المواضيع. النجاح في حالة واحدة قد يفتح الباب لدى هذه المدارس للحديث عن هذه المواضيع".

وتنهي مصاروة حديثها بالقول: "اعتقد أن الامر متعلق بنا كمجتمع كيف نتوجه للموضوع، الاساءات الجنسية تجري طوال الوقت وكل يوم، واحدى الأمور التي تؤثر علاجيا فيما بعد، على ما يبدو لن نقدر أن نمنع الاساءات الجنسية أبدا، ولكن كل الدراسات تقول أن تأثير الاساءات الجنسية مستقبلا هي ردة فعل البيئة القريبة من حوله عندما يحدثهم عن الموضوع.

ولذلك أقول أننا كأهل، وكمربين، هناك الكثير من الأولاد من حولنا يريدون أن يقولوا لنا، وعلينا أن نكون هناك وأن نسمعه، فهو يحاول الوصول لنا، وأولاً علينا أن نكون آذانا صاغية وأن نعمل على جاهزيتنا للاستماع، وليس فقط أن نسمع بل أيضا أن نساعدهم ونوجههم. ليس كل طالب يمكنه الحديث، ولكن التصرفات قد تكون كافية لنعرف.

وعندما يستجمعون كل قواهم وقدراتهم ويمرون هذه العقبة الصعبة، علينا أن نتقبل الأمر كواقع موجود، ومفهوم ضمنا أن الطالب يتحدث الصدق، ولكن حتى من يقول ذلك وقد لا يكون صادقا فعلاً (ونسبتهم بالكاد تصل 1%) هم أولاد في ضائقة يجب أن نتعامل معهم أيضا.

ولكن علينا أن نتعامل مع مخاوفنا وأن نكسر البديهية، ورغم اننا نحب أن نؤمن أن فقط الخير يحصل للناس الخيرّين، والعاطل للعاطلين، ولكن أيضا العاطل قد يحدث للخيرين وأيضا الخير قد يحصل للأشرار، هذه الدنيا.

يتوجب علينا أن نكون موجودين لهؤلاء الأولاد وأن نكون قويين لأجلهم، ولد لا نصدقه الهلع والصدمة التي يصاب بها عند عدم تصديقه قد تكون أكبر بكثير من التحرش به"!.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com