ليسَ الميلادُ

أن نخرجَ إلى الضوء،

بل أن يخرجَ الضوءُ

منّا.



أن ننتبه، فجأةً،

إلى أنّ ما اعتدناهُ حياة

كان مجرّد تأجيلٍ للمعنى.



الظلامُ

ليس خطأً في الخلق،

بل المساحةُ التي يتدرّبُ فيها

الوعي

على الرؤية.



كلُّ بداية

هشّة،

وكلُّ معنى حقيقيّ

يولدُ بلا ضمانات.



نأتي إلى العالم

عُزّلًا من الإجابات،

ومثقلينَ بأسئلة

سترافقُنا

كأثرِ خطواتٍ

لا تمحوهُ الطرق.



المعجزة

ليست أن يتغيّرَ العالم،

بل أن نمتلكَ الشجاعة

لنتغيّر

دونَ أن نخونَ إنسانيّتنا.



القوّة

ليست في الغلبة،

بل في القدرة

على كبحِ الرغبة

في الإقصاء.



والسلام

ليس حالةً نهائيّة،

بل فعلُ مقاومةٍ يوميّ

ضدّ ما يجعلُنا

أقلَّ بشرًا.



نحنُ

كائناتُ معنى،

نُخطئ الطريق

كي نتعلّمَ الإصغاء،

ونتعثّر

كي نكتشفَ

أنّ التواضع

شكلٌ متقدّمٌ من الحكمة.



ليس المطلوبُ

أن نكونَ أنقياء،

بل أن نكونَ صادقين

بما يكفي

لنعترفَ بظلالِنا

دونَ أن نسلّمَ لها القيادة.



المحبّة

ليست فائضَ عاطفة،

بل بنيةُ وعي،

طريقةُ نظرٍ

تُعيدُ للآخر

حقَّهُ في الوجود

خارجَ تصنيفاتِنا.



وهذا هو الميلاد:

أن يولدَ فينا

إنسانٌ

أقلُّ يقينًا،

أكثرُ انتباهًا،

وأشدُّ حرصًا

على ألاّ يتحوّلَ

إلى ما يخافه.



نولدُ

حينَ نختارُ الرحمة

لا كفضيلة،

بل كشرطِ بقاء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com