هل تكفي ليلة واحدة لاختصار كل ما نبحث عنه في الحب: الدهشة، القرب، وبداية جديدة؟ وهل يمكن للمكان أن يصنع الفرق بين احتفال عابر وذكرى لا تُنسى؟ مع اقتراب العدّ التنازلي لليلة رأس السنة 2026، لا نحتاج إلى ضجيج أكبر أو عروض صاخبة، بل إلى وجهة تشبه قصتنا وتمنحنا إحساساً بأن الزمن توقف قليلاً ليترك لنا اللحظة كاملة. فبداية العام الجديد ليست مجرد تغيير في التاريخ، بل تجربة شعورية عميقة، واختيار المكان فيها هو جزء من الحكاية.

فينيسيا

فينيسيا ليست مجرد قنوات مائية وقوارب جندول، بل مدينة تنبض بالشعر. في ليلة رأس السنة، حين ينسدل ضباب خفيف فوق المياه، وتنعكس أنغام الكمان والمزمار بين القنوات، يبدو كل شيء وكأنه مشهد من زمن آخر. حتى صخب ساحة القديس مرقس يختفي حين تمسكين بيد شريكك. ولمن يفضلون الخصوصية، تُعد جولة بحرية في البحيرة مع عشاء على ضوء الشموع خياراً مثالياً لمشاهدة المدينة من بعيد، بعيداً عن الحشود.

كوديليرو – إسبانيا

بعيداً عن الوجهات الإسبانية الشهيرة، تختبئ كوديليرو كجوهرة على الساحل الأطلسي البري. في ليلة رأس السنة، يجتمع عدد محدود من السكان في الميناء، ما يخلق أجواء دافئة وحميمية. من مرصد «لا جاريتا»، يمكن مشاهدة غروب الشمس والقرية الملونة وهي تحتضن المحيط بلونه المتوهج. وفي صباح العام الجديد، يمنحك شاطئ «الصمت» المنعزل بداية هادئة، تحيطها المنحدرات وسكون الطبيعة.

باريس

عندما يلتقي بريق برج إيفل الذهبي بنهر السين البارد، تبقى باريس مدينة لا تخذل عشاقها. لكن الرومانسية الحقيقية تكمن بعيداً عن الشانزليزيه، في أزقة مونمارتر الحالمة. من تلة «ساكري كور»، يمكنك مشاهدة أضواء المدينة كلها، حتى دون عروض رسمية. أما جسر «بونت ألكسندر الثالث»، فيتحول بعد منتصف الليل إلى ممر رومانسي، حيث تمتزج الإضاءة الفنية بانعكاسات النهر في لحظة تشبه عهداً صامتاً لبداية عام جديد.

سانتوريني – اليونان

تُعد سانتوريني واحدة من أكثر الوجهات رومانسية في اليونان، بمنازلها البيضاء المتدرجة على المنحدرات ومياهها الفيروزية. توفر أماكن الإقامة الفاخرة مسابح خاصة وإطلالات ساحرة على غروب الشمس. نزهة على مسار فيرا، أو التمتع بالمشهد البانورامي في أويا، وزيارة الشواطئ ذات الرمال السوداء، تجعل استقبال العام الجديد هنا تجربة لا تُنسى.

راين – جزر لوفوتين، النرويج

في قرية راين الصغيرة، حيث تغطي الثلوج كل شيء وتنتظر قوارب الصيد بصمت، تصبح الطبيعة بطلة الاحتفال. أحياناً يظهر الشفق القطبي ليحوّل لحظة دخول العام الجديد إلى مشهد أسطوري. ولعشاق المغامرة، يُعد تسلق قمة «راينبرينجين» بالمشاعل تجربة استثنائية، تجمع بين التأمل والتحدي وسط جمال الطبيعة القطبية.

سافانا – الولايات المتحدة

في ولاية جورجيا الأمريكية، تجمع سافانا بين الهدوء والجمال الجنوبي الأصيل. بعد عشاء دافئ، يمكن الاستمتاع بنزهة رومانسية في متنزه «فورسايث»، حيث تحيط بك منازل تاريخية بأنماط معمارية متنوعة، من الإحياء اليوناني إلى الطراز الفيدرالي، ما يضفي على الليلة طابعاً أنيقاً وحميمياً.

مونساراز – البرتغال

على الحدود الإسبانية، تطل قرية مونساراز العائدة للعصور الوسطى على بحيرة ألكيفا الواسعة. مع عدد محدود جداً من السكان والزوار، يبدو الزمن هنا وكأنه متوقف. عند منتصف الليل، تتوزع الحيرة بين مشاهدة الألعاب النارية المنعكسة على مياه البحيرة من أسوار القلعة، أو الانغماس في نظرة صامتة مع شريكك. هذه المفارقة هي جوهر سحر مونساراز.

بلاتيليا – ليتوانيا

في منتزه جيمايتيا الوطني، تطل بلاتيليا على بحيرة متجمدة في ليلة رأس السنة. هنا، تتحول اللحظة إلى تجربة مختلفة تماماً: ارتداء زلاجات الجليد والانزلاق فوق البحيرة وسط صمت الطبيعة. ورغم حاجز اللغة، إلا أن دفء السكان وابتساماتهم يجعل التواصل سهلاً بطريقته الخاصة.

زيهواتانيجو – المكسيك

على ساحل المحيط الهادئ في ولاية غيريرو، تتميز زيهواتانيجو بشواطئها الهادئة ومياهها الصافية. مع دخول عام 2026، يمكن الاستمتاع بالغطس في شاطئ «لا روبا» أو «بلايا بلانكا»، ثم التجول في شوارع المدينة الصغيرة المليئة بصالات العرض والمطاعم التي تمنحها طابعاً فنياً مميزاً.

مراكش – المغرب

مدينة تختصر التاريخ في أزقتها. في ليلة رأس السنة، تتحول مراكش إلى لوحة نابضة بالألوان والروائح. التجول في المدينة العتيقة، بين الأسواق المتشابكة التي تبيع الأقمشة والفخار والمجوهرات، يمنح الاحتفال طابعاً شرقياً دافئاً، حيث يلتقي سحر الماضي ببداية عام جديد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com