نفى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن معبر رفح، واصفًا إياها بأنها «لغو وَلَيّ للحقائق ونشر للأكاذيب»، وذلك ردًا على ادعاءات إسرائيلية تحدثت عن فتح المعبر من جانب واحد وخروج الفلسطينيين من قطاع غزة.
وأكد عبد العاطي، في تصريحات تلفزيونية، أن الادعاء بأن معبر رفح لا يعمل من الجانب المصري «أكذوبة كبيرة»، مشددًا على أن المعبر يعمل على مدار الساعة من الجانب المصري، وأن العرقلة تكمن في الجانب الآخر نتيجة التعنت الإسرائيلي.
وأشار إلى أهمية فتح المعبر من الجانب الفلسطيني ضمن استحقاقات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مطالبًا بإزالة جميع العقبات الإسرائيلية وفتح المعبر في الاتجاهين، بما يتيح خروج المرضى للعلاج وعودة من أتموا علاجهم في الخارج.
وشدد وزير الخارجية على موقف مصر الثابت الرافض لتهجير الفلسطينيين، مستشهدًا بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أكد فيها أن معبر رفح «لا يمكن أن يكون بوابة للتهجير»، وأن مصر لن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن إسرائيل ترتكب انتهاكات «ممنهجة وسافرة» بشكل يومي في قطاع غزة، في وقت تواصل فيه مصر جهودها لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار عبر التواصل مع الجانب الأمريكي، مؤكدًا أن الدور الأمريكي والانخراط المباشر للرئيس دونالد ترامب يمثلان «الضمانة الأساسية» لتنفيذ الاتفاق والانتقال إلى مرحلته الثانية.
وأوضح عبد العاطي أن غزة تقف «على أعتاب المرحلة الثانية» من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تشمل الانسحاب الإسرائيلي، ونشر قوة دولية للتحقق من الالتزام بالاتفاق، إلى جانب بدء إعادة إعمار القطاع، وتشكيل لجنة إدارية فلسطينية لتولي إدارة الخدمات الأساسية، ونشر الشرطة الفلسطينية لفرض النظام العام.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أكد أن مصر تعمل على إزالة كافة المعوقات التي تضعها إسرائيل أمام تدفق المساعدات الإنسانية والطبية، مطالبًا بإدخالها بكميات كافية تتناسب مع احتياجات سكان القطاع، في ظل ما وصفه بسياسات التجويع التي فرضها الاحتلال لفترات طويلة.
وكانت إسرائيل قد أعلنت الأسبوع الماضي نيتها فتح معبر رفح «في الأيام المقبلة» للسماح بخروج سكان غزة إلى مصر، إلا أن مصادر مصرية نفت ذلك، معتبرة الخطوة محاولة لتكريس تهجير الفلسطينيين، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.
وفي السياق ذاته، أصدرت ثماني دول عربية وإسلامية مشاركة في قمة شرم الشيخ حول غزة بيانًا مشتركًا دعمًا للموقف المصري، أكدت فيه الرفض التام لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني، وضرورة الالتزام الكامل بخطة الرئيس الأمريكي، بما يشمل فتح معبر رفح في الاتجاهين وضمان حرية حركة السكان دون إجبارهم على مغادرة القطاع.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق