علّق اللواء سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجي المصري، على التصريحات الإسرائيلية التي أعربت عن قلق من تعاظم القوة العسكرية للجيش المصري، مؤكدًا أن هذه المخاوف تعكس أزمة داخلية في إسرائيل وليست ناتجة عن تهديد مصري.
وقال فرج في تصريحات صحفية: "مصر لم تخرق اتفاقية السلام مع إسرائيل ولو ليوم واحد منذ توقيعها قبل 44 عامًا، والسلام بالنسبة لنا خيار استراتيجي"، مشددًا على أن بناء القوة العسكرية المصرية هدفه حماية السلام وردع أي تهديد محتمل.
وأوضح أن استراتيجية الأمن القومي المصري تقوم على تحقيق توازن بين تنمية الاقتصاد وبناء جيش قوي، مضيفًا:
"مصر اختارت طريق التنمية مع الحفاظ على قوة عسكرية تحمي الوطن، وإلا كنا أصبحنا مثل اليابان، التي ركزت على الاقتصاد فقط ونسيت الدفاع، ففقدت جزءًا من أراضيها أمام روسيا".
وأشار فرج إلى أن ما تروّجه إسرائيل من مخاوف بشأن الجيش المصري محاولة لتغطية فشلها في حرب غزة، بعد عجزها عن تحقيق أهدافها المعلنة في تحرير الرهائن، القضاء على حماس، وتدمير البنية التحتية للقطاع.
وأكد أن القوة العسكرية المصرية ليست موجهة ضد إسرائيل، بل تهدف إلى مواجهة التحديات المتعددة في محيط مصر الإقليمي، مشيرًا إلى التعاون العسكري المستمر مع الولايات المتحدة عبر مناورات النجم الساطع، وإلى تنويع مصادر التسليح الذي تحقق في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضاف فرج أن مصر باتت تمتلك منظومة تسليح من فرنسا، ألمانيا، روسيا، الصين، كوريا الجنوبية، وإيطاليا، بما يضمن استقلالية القرار العسكري المصري ويعزّز قدرتها على مواجهة التحديات في منطقة شديدة الاضطراب.
ويأتي حديث اللواء سمير فرج بعد دعوة الوزير الإسرائيلي يتسحاق فاسرلاوف إلى عقد جلسة طارئة لبحث "تعاظم القوة العسكرية المصرية"، في مؤشر يعكس قلقًا داخليًا إسرائيليًا من التحولات في موازين القوى الإقليمية.
واختتم فرج بالقول إن مصر تبني قوتها لضمان السلام والاستقرار لا لتهديد أحد، مؤكدًا أن جيشها سيظل درعًا للأمن القومي العربي وركيزة للسلام في المنطقة.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق