تعرضت سجلات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لاختراق أمني خطير، أتاح الاطلاع على جدول أعمال، ويوميات، وملاحظات الوزير السياسية والأمنية على مدار عامين سابقين.
وحسب موقع Ynet فإن هذا النظام يعد منصة إلكترونية داخلية تستخدم لتوثيق الاجتماعات والجولات الميدانية المجدولة للوزير، بما في ذلك مواقعها، إضافة إلى المهام المهنية والسياسية التي وضعها لنفسه ولفريقه المقرب.
وقد كشف الصحفي أوري كوهين من هيئة البث الإسرائيلية "كان" عن هذا الخلل الأمني، مشيرا إلى أنه تواصل مع وزارة الأمن القومي بشأنه، ليتم لاحقا إصلاح الخلل.
وبسبب هذا الخطأ التقني، كان يمكن لأي شخص يمتلك عنوان البريد الإلكتروني للوزير وهو عنوان ينشره بن غفير منذ سنوات على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، الوصول إلى جدول أعماله الشخصي والمكتبي.
ويحتوي الجدول على ملاحظات وتلخيصات كتبها الوزير بعد اجتماعاته مع شخصيات سياسية، وجهات مهنية في الشرطة ووزارة الأمن القومي، إضافة إلى لقاءات مع صحفيين وإعلاميين.
ومن بين الموضوعات التي تشغل اهتمام بن غفير، تغطيته الإعلامية، ويبدو أن الجدول يثبت ذلك بوضوح، إذ يتضمن عشرات اللقاءات مع مراسلين ومحررين ومعلقين من مختلف التيارات السياسية.
فبعد لقائه بالصحفي عميت سيغل، كتب بن غفير: "تحدثنا بعمق حول أن إسرائيل لن تعود إلى الحرب". أما بعد لقائه بالإعلامي ينون ماغال في 17 مارس، فكتب: "ماغال مهووس بنتنياهو، أو بنفسه".
كما كتب بعد لقائه في منتصف فبراير مع إسرائيل تويتو، المدير العام ورئيس التحرير لقناة (i24NEWS): "اجتماع جيد، تم الاتفاق على استمرار التعاون المشترك". وبعد نحو شهر، التقى المدير العام لقناة 13، إميليانو كالمزوك، وعلق قائلا: "اجتماع ممتاز، تحدثنا عن برنامج في القناة".
ويظهر في الجدول أيضا لقاء لافت مع العميد المتقاعد إيرز وينر، الذي أُقيل من الجيش الإسرائيلي بعد فقدان وثائق سرية في مارس الماضي. وبعد إقالته مباشرة، سجل بن غفير ملاحظة للقاء به، وبعد شهرين كتب: "اجتماع ممتاز، شخص جيد جدا، يجب التفكير فيه مستقبلا".
ويحرص بن غفير على لقاء ضباط الشرطة العاملين بمختلف رتبهم، ومعظم الأسماء الواردة في الجدول هم ضباط تمت ترقيتهم خلال فترة توليه المنصب.
وفي بداية العام، كتب بن غفير أنه التقى بسلفه في المنصب، أمير أوحانا، رئيس الكنيست الحالي، الذي أبدى امتعاضه من عدم ترقية الضباط الذين أوصى بهم خلال ولايته السابقة. وقد حاول بن غفير طمأنته قائلاً: "شرحت له أن بعضهم لم يحن وقت ترقيتهم بعد".
كما أظهر الجدول أن الوزير اجتمع مع الأسير السابق عكيفا كوهين، الناشط اليميني المتطرف الذي أدين سابقا بجمع معلومات عن نشاط الجيش الإسرائيلي والاعتداء على شرطي وعلى مسن فلسطيني.
وإلى جانب اهتمامه بالإعلام والسياسة، يكرس بن غفير جزءاً من وقته لاجتماعات مهنية مع كبار مسؤولي وزارة الأمن القومي، وقادة الشرطة، ومسؤولين حكوميين آخرين.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه: "الحديث يدور عن جدول مهام داخلي لفريق المكتب والمستشارين، يُستخدم لتنظيم العمل اليومي في الوزارة. هذا الجدول يثبت شيئاً واحداً: لا يوجد وزير في تاريخ دولة إسرائيل يعمل على مدار الساعة مثل الوزير بن غفير من أجل مواطني إسرائيل. ومن الجيد أن يطّلع الجمهور على حجم هذا الجهد المكثف".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق