في حديث لموقع بكرا، سلطت رشا حامد، المستشارة المدربة ومرافقة الأعمال من الناصرة، الضوء على مسيرتها المهنية وتجربتها الطويلة في عالم المال والمصالح التجارية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها المصالح العربية في الدولة، وخططها المستقبلية لرفع مستوى الوعي المالي بين النساء.

رشا، خريجة الاقتصاد والإدارة ووكيلة عقارات، أكدت أن شغفها بعالم المال هو ما قادها طوال السنوات الماضية: "عملت في اتحاد أرباب الصناعة كمركزة للصناعة العربية، وكنت أول امرأة عربية تتولى التواصل مع مصانع كبيرة ووزارات ومؤسسات كبرى، وهذا كشف لي احتياجات المصالح العربية بشكل مباشر."

عالم المصالح 

وعن دوافع دخولها عالم مرافقة المصالح، قالت رشا: "الكثير من المصالح العربية لا تعرف ما هي الحقوق والفرص المتاحة لها، سواء كانت قروض أو منح من الدولة. اكتشفت هذا خلال عملي في اتحاد الصناعة، وشعرت أنه من واجبي توجيه هذه المصالح لمساعدتها على الاستفادة من كل ما هو متاح لها."

وأكدت أن نجاح أي مصلحة يبدأ من الأساسيات في الإدارة المالية: "أي مصلحة في بداية الطريق تحتاج إلى خطة عمل واضحة، متابعة دقيقة للمدخولات والمصروفات، وتوجيه شامل لكيفية التعامل مع الموظفين والموردين. حتى المصالح المتقدمة تبقى بحاجة للمتابعة دائمًا."

وحول التحديات التي تواجه المصالح العربية مقارنة بالمصالح اليهودية، أوضحت: "الاختلاف ليس في العمل نفسه، بل في طريقة التفكير. لدى العرب الأولوية دائمًا للعائلة قبل العمل، وهذا يتطلب توازنًا بين الالتزامات العائلية والمهنية، ويؤثر على القرارات اليومية وإدارة المصالح."

وعن مشاريعها في مجال القروض، قالت: "أعمل مع المصالح لتسهيل الحصول على قروض الإسكان والقروض بكفالة الدولة. كثير من أصحاب المصالح يخشون التقديم أو لا يعرفون الشروط. دوري هو إرشادهم، شرح المصطلحات المالية، وتحليل أفضل الشروط المتاحة لهم."

كما أكدت أهمية التوثيق والمتابعة الدقيقة: "كل مصلحة بحاجة لإدارة سليمة تشمل الإدارة المالية، التسويق، المبيعات، والتمكين الذاتي. توثيق كل رقم وكل إجراء يحمي المصلحة من الأخطاء المستقبلية ويمنح القدرة على اتخاذ قرارات سليمة."

وعن خدماتها المهنية، قالت رشا: "أقدم الاستشارة والمرافقة المهنية، حيث تختلف المرافقة عن الاستشارة؛ فالمرافقة تشمل دعم العميل بشكل كامل ومستمر، بينما الاستشارة قد تتضمن جلسة أو أكثر لتقديم التوجيه المهني. أعمل على تخطيط مهني شامل يحدد مسار التطور، الميزانيات وفرص التعاون، بالإضافة إلى استشارات مالية تشمل القروض السكنية ومقارنة العروض البنكية. كما أساعد على وضع رؤية مالية ومهنية تحدد معدلات الدخل مقابل المصاريف. أملك خبرة سنتين في الاستشارة المهنية مع ليؤور دودوفاني، وحاصل على شهادات في الاستشارة المهنية، إدارة المشاريع، وإدارة الأموال بالجمعيات، وأشغل حاليًا منصب مسؤول المالية في جمعية بحيفا."

مشروع جديد 

كذلك كشفت رشا عن مشروعها الجديد لتعليم المعرفة المالية للنساء:

الدورة الأولى مخصصة للنساء بشكل عام لتعريفهن بالأساسيات المالية، حقوق التأمين، التقاعد، وإدارة المدخولات والمصروفات اليومية.

الدورة الثانية موجهة لنساء الأعمال، لتعلّم كيفية إدارة مصالحهن بشكل كامل، بالتعاون مع محاضرين متخصصين في البنوك والتأمين والصناديق المالية.

كما تطرقت إلى دور الذكاء الاصطناعي في إدارة المصالح: "الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة لتسهيل عمليات التخطيط والمتابعة، لكنه ليس بديلاً عن الخبرة أو الفحص الشخصي. يجب معرفة كيفية توجيه هذه التقنية بشكل صحيح للحصول على أفضل النتائج."

واختتمت حديثها بتوجيه نصيحة مهمة للنساء: "معرفة الأمور المالية هي العمود الفقري لأي بيت، ويجب تسجيل كل شيء ومتابعته بطريقة مهنية. التخطيط السليم والتوثيق وحسن الإدارة هي أساس النجاح لأي مشروع."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com