قال أستاذ العلوم السياسية والإعلام د. علي عبد الله الهيل في حديث خاص لموقع "بكرا" إن تنظيم "داعش" لم يختفِ بالكامل، بل تراجع ككيان جغرافي موحّد في سوريا والعراق، وتحول إلى شبكات ومجموعات إرهابية تنتشر في مناطق متعددة حول العالم، من بينها العراق وسوريا ومالي ونيجيريا وأجزاء من أفريقيا. وأوضح أن غياب إعلان رسمي من قيادة التنظيم بحلّ "الدولة" يشير إلى احتمال إعادة التموضع وتقليص الظهور العلني.

وأضاف د. الهيل أن نشأة التنظيم وتمدده يعودان إلى فراغ سياسي وأمني نتج عن أخطاء وسياسات دولية، أبرزها تردد إدارة أوباما في المواجهة المبكرة، وهو ما سمح بتوسعه في 2014. وأشار إلى أن تمويل التنظيم معقد ومتعدد المسارات، وقد يتضمن أطرافًا إقليمية أو شبكات محلية، دون استبعاد دور بعض القوى الدولية في خلق "فزّاعة" تُستغل لتحقيق أهداف استراتيجية.

اسرائيل وداعش 

وحول الفرضية القائلة بوجود دور لإسرائيل أو لقوى إقليمية في تشكيل التنظيم، قال د. الهيل إن هذا الطرح يحتاج إلى أدلة قاطعة، مؤكدًا أن بعض الأطراف استغلت الظرف الجيوسياسي لإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة، دون أن يعني ذلك تورطًا مباشرًا لدولة محددة.

وفي قراءته للسياسة الأمريكية، أوضح أن واشنطن ساهمت في تفاقم الظاهرة بسبب غياب المواجهة الحازمة، ما خلق فراغًا أمنيًا سمح للتطرف بالتمدد. واعتبر أن بعض السياسات الأمريكية استخدمت هذا التطرف كذريعة لتبرير الوجود العسكري وحماية المصالح النفطية والاستراتيجية.

أما عن الدور القطري، فقال د. الهيل إن الدوحة نجحت في فرض حضورها كفاعل إقليمي مؤثر يوازن بين القوى، وأحبطت محاولات بعض الأطراف لفرض هيمنة على المنطقة من خلال تحركات دبلوماسية ذكية.

القضاء على داعش 

وختم د. الهيل حديثه بالتأكيد على أن خطر "داعش" ما زال قائمًا في صورته الشبكية، وأن القضاء عليه يتطلب معالجة سياسية واجتماعية واقتصادية إلى جانب المقاربة الأمنية، لأن الفراغات التي تستغلها هذه التنظيمات لا تُملأ بالقوة وحدها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com