كشف تقرير نشره موقع إنترسبت الأميركي أن إسرائيل "قوّضت" الهدنة التي تفاخر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر شنّ غارات جوية على غزة أسفرت عن مقتل 20 فلسطينيًا بينهم أطفال، وهو ما وضع الولايات المتحدة في موقف صعب أمام المجتمع الدولي.

وأشار التقرير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر أوامر الغارات بعد أيام فقط من زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لقاعدة عسكرية أميركية جديدة في إسرائيل، في إطار جهود واشنطن لإظهار التزامها بوقف إطلاق النار.

الأكثر لفتًا أن إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقًا بعزمها تنفيذ الهجمات، ما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت واشنطن ستحاسب حليفتها أم ستتغاضى عن انتهاكاتها المتكررة.

ووفقًا لـ يوسف مناير، مدير برنامج فلسطين وإسرائيل في المركز العربي بواشنطن، فإن العالم كان يترقب رد واشنطن لمعرفة إن كانت ستتصرف كـ"حكم نزيه" أو "واجهة سياسية تتيح للإسرائيليين الإفلات من العقاب"، قبل أن يتضح أن الخيار الثاني هو الذي تحقق، بعدما قلل جاي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، من شأن الهجمات ووصفها بأنها "اشتباكات صغيرة".

كما نقل التقرير عن رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قوله إن إسرائيل لم تكن جادة في الالتزام بالهدنة، بل سعت لاستفزاز الفلسطينيين ودفعهم إلى الرد العسكري من أجل إيجاد مبرر لاستئناف الهجمات.

وبحسب التقرير، فإن حركة حماس التزمت بشروط الاتفاق، حيث أعادت جميع الأسرى الأحياء خلال المهلة المحددة، إضافة إلى جثامين 15 من أصل 28 قتيلاً إسرائيليًا، لكنها واجهت عراقيل إسرائيلية حالت دون استكمال عملية البحث عن بقية الجثامين.

التقرير أوضح أن إسرائيل استغلت الهدنة للتخفيف من ضغط الاحتجاجات الداخلية المطالِبة بإعادة الأسرى، ثم عادت للتصعيد العسكري بمجرد تراجع الضغط الشعبي، وهو النمط ذاته الذي تكرر في هدَن سابقة عامي 2023 و2024.

واختتم التقرير بأن إصرار إسرائيل على إفشال الهدنة لا يضر الفلسطينيين فقط، بل يُضعف كذلك الموقف الأميركي أمام العالم، بعدما سمحت واشنطن لحليفتها بتجاوز وعودها دون أي محاسبة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com