بن آند جيريز ضد يونيليفر: منعونا من تطوير بوظة تضامنية مع الفلسطينيين

تصاعد الخلاف بين مؤسسي علامة البوظة الشهيرة بن آند جيريز والشركة الأم يونيليفر، بعد أن أعلن نصف ثنائي المؤسسين، جيري غرينفيلد، انسحابه من الشركة الشهر الماضي، متهمًا يونيليفر بـ"إسكات الانتقاد للحرب في غزة". وشريك غرينفيلد، بن كوهين، هاجم الشركة الأم متهمًا إياها بالانحياز السياسي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وعرقلة تطويره لنكهة جديدة من البوظة تُظهر التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، قال كوهين إن يونيليفر فتحت "هجومًا على حرية التعبير" عندما منعت تطوير النكهة الجديدة، التي أُقرّت من قبل مجلس الإدارة المستقل للعلامة قبل عام. وأضاف:

"هذا هو الوقت الذي يجب أن تعبر فيه الشركات وكل من يؤمن بالعدالة والحرية والسلام عن دعمهم. هذا هو الوقت الذي يحتاج فيه بن آند جيريز لإيصال صوتها".

وأوضح كوهين، المعروف بانتقاداته العلنية لترامب، أن منع النكهة يعكس موقف الشركة من قضايا يراها مهمة، مثل حقوق المتظاهرين وحريات التعبير، قائلاً:

"منذ انتخاب ترامب، كل الأمور التي أعارضها مثل برامج الشمول والتنوع، التاريخ الأسود، وحقوق المتظاهرين، تتعرض للرقابة".

بدورها، أكدت مجنوم، ذراع البوظة لشركة يونيليفر، أن الشركة لم تتقدم بخطة تطوير النكهة التضامنية مع الفلسطينيين، مشيرة إلى أن:

"الأعضاء المستقلون في مجلس إدارة بن آند جيريز لم يكونوا مسؤولين عن الاستراتيجية التجارية للعلامة، والقرار النهائي بشأن الاستثمار في تطوير المنتج يُتخذ من قيادة العلامة، وقد رأت أن الوقت غير مناسب لذلك".

ويشتهر عن بن آند جيريز إطلاق نكهات خاصة لدعم قضايا اجتماعية، مثل نكهة لقمة المناخ في باريس 2015، ونكهة I Dough, I Dough احتفالًا بتشريع زواج المثليين. وقال كوهين إنه نظرًا لمنعه من "خلق بوظة ذات هدف"، سيقوم بتطوير النكهة التضامنية بشكل خاص في مطبخه تحت علامته الخاصة، معتمدًا على نكهة البطيخ، التي تُعتبر رمزًا للتضامن مع الفلسطينيين. وأوضح أن النكهة لن تُباع، وإنما لجذب الانتباه لقيم مثل السلام والكرامة وإعادة الإعمار في المنطقة.

يُذكر أن بن آند جيريز كانت تأمل قبل أشهر في شراء العلامة من يونيليفر بسبب خطة لتقسيم قسم البوظة، لكن الاكتتاب المخطط له الشهر المقبل تأجل نتيجة توقف الحكومة الأمريكية.

هذا الخلاف يعكس استمرار التوتر بين البعد التجاري والسياسي في إدارة العلامة الشهيرة، ويبرز حرص مؤسسيها على إبراز قيم التضامن والعدالة الاجتماعية حتى خارج نطاق المبيعات التقليدية.