انتقد وزير مالية إسرائيل بتسلئيل سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلا إن الأخير امتنع عن وضع قضية فرض السيادة على الضفة الغربية في محادثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي حسابه على منصة "إكس"، كتب بتسلئيل سموتريتش: "عندما تولى الرئيس ترامب منصبه، لم يكن يدرك مدى أهمية إعادة المخطوفين بالنسبة للجمهور الإسرائيلي ومدى ارتباط ذلك بالأسس التي بنيت عليها دولة إسرائيل. وكما نشر عاميت سيغال في عموده بصحيفة "يسرائيل هيوم" نهاية الأسبوع، أعرب ترامب بكلمات قاسية عن المبالغة في الاهتمام بهم وبمصيرهم، الأمر الذي يسبب إطالة أمد الحرب".

وأضاف سموتريتش: "لكن هيئة أركان المخطوفين والعائلات، ورئيس الوزراء الذي انضم لمساعدتهم، لم يتوقفوا وشرحوا للرئيس وموظفيه مرارا وتكرارا مدى أهمية إعادة المخطوفين للجمهور في إسرائيل، وأن الوقوف إلى جانب إسرائيل يعني إعادة المخطوفين، حتى أكثر من تدمير حماس. وقد نجحوا. أدرك الرئيس أهمية الأمر، وغيّر رأيه وسياسته، والنهاية معروفة".

وتساءل وزير المالية الإسرائيلي: "لماذا يُسمح لهم بما هو محظور على اليمين والمستوطنين؟!" مضيفا: "لا يوجد شيء طبيعي أكثر من طرح المطالبة والأهمية التي يراها الجمهور الإسرائيلي في فرض السيادة على مناطق الوطن في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، والقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية الخطيرة. ووفقا لجميع استطلاعات الرأي، فإن الأغلبية الساحقة من شعب إسرائيل تدعم ذلك بعد 7 أكتوبر. وقد أعلن الكنيست الإسرائيلي بأغلبية ساحقة رفضه للدولة الفلسطينية ودعمه لفرض السيادة"، على حد وصفه.

وأكمل: "للأسف والفرصة الضائعة، فإن رئيس الوزراء نتنياهو، الذي انخرط في حملة المخطوفين وشرح للرئيس مرارا وتكرارا أهمية إعادتهم، لا يفعل ذلك فيما يتعلق بالسيادة، ويمتنع عن طرحها في محادثاته مع الرئيس. ليس لدي أي اعتراض على الرئيس الذي تخلى بسهولة كبيرة عن السيادة و"باعها" للدول العربية مقابل اتفاق في غزة وربما توسيع لاتفاقيات إبراهيم. حتى الآن، لم تكن لديه أي وسيلة لمعرفة مدى أهمية هذا الموضوع لشعب إسرائيل، وإلى أي مدى يعني الوقوف إلى جانب إسرائيل ودعم فرض السيادة وإلغاء فكرة تقسيم الأرض".

وأردف الوزير اليميني المتطرف: "أنا مقتنع بأنه تماما كما حدث في موضوع المخطوفين، فإن الرئيس، وهو صديق حقيقي لإسرائيل ويريد مصلحتها بصدق، سيغير رأيه عندما يدرك مدى أهمية هذا الأمر وحيويته بالنسبة لنا. ومدى ارتباطه بجذور وجودنا وهويتنا، ومدى إصرارنا على عدم التنازل عنه. إصرار لا يقل عن إصرار هيئة أركان عائلات المخطوفين ومؤيديهم".

واعتبر، وفقا لتعبيره، أن "من الخير أن يستمر مؤيدو أرض إسرائيل في الإصرار وعدم اليأس، وإذا استمروا في وضع القضية وأهميتها الحيوية على جدول الأعمال في البلاد والعالم، حتى يدرك أصدقاؤنا الكبار في الولايات المتحدة مدى أهمية ذلك بالنسبة لنا. وأنهم، تماماً مثل هيئة أركان المخطوفين، لن يترددوا في مواجهة الانتقادات ولن يضعفوا بسبب الإخفاقات المؤقتة. في النهاية سينجح الأمر".

وتابع سموتريتش: "هل يشك أحد أنه إذا خرج العديد من مؤيدي السيادة لمدة عام كامل كل ليلة سبت إلى "ميدان السيادة" لتنظيم تجمعات كبيرة، ووضعوا شعارات مصممة، وعلّقوا لافتات على طرق وجسور البلاد، وبدأوا أي نقاش في أي لجنة بالكنيست بالحديث عن السيادة – فهل ستتحقق السيادة؟ ليس لدي أدنى شك في ذلك..".

وأضاف الوزر الإسرائيلي: "ونقطة أخرى، إذا حكمنا بناء على ما قاله الرئيس ترامب اليوم، فإن الاتفاق في قطاع غزة الذي أعاد المخطوفين وأوجد التزام الدول العربية بتفكيك حماس وتجريد غزة من السلاح قد تم تحقيقه إلى حد كبير بفضل المروجين للسيادة. من المرجح أن حملة السيادة التي قمنا بالترويج لها في الأشهر الأخيرة أثارت قلقا حقيقيا لدى الدول العربية بأن هذا أمر حقيقي وملموس على وشك الحدوث. ولمنع ذلك، وافقت تلك الدول على التضحية بحماس وإجبارها على إعادة المخطوفين وتفكيك قطاع غزة وتجريده من السلاح. وهذا إنجاز كبير لحملة ذات موارد شحيحة، لا تقترب من جزء من ألف من ميزانية هيئة أركان المخطوفين، ومن المرجح أنها كانت أكثر فاعلية بكثير منه في التسبب في استسلام حماس وإعادة المخطوفين".

وختم منشوره بالقول: "لذا، ضمن الشكر الكثير، نوجه شكرا كبيرا لمجلس مستوطنات يهودا والسامرة (Yesha Council)، وللوبي (جماعة الضغط) الخاص بـ "أرض إسرائيل" في الكنيست، ولجميع مؤيدي فرض السيادة وإحباط الدولة الفلسطينية. كونوا أقوياء ومثابرين! سنواصل.. السعي لتحقيق سيادتنا في جميع أنحاء أرضنا، وتعزيز اتفاقيات وتحالفات سلام حقيقية مع جيراننا، انطلاقا من القوة والاحترام الوطني ودون خيانة للقيم، أو الجذور، أو التراث، أو التاريخ، أو حقنا الواضح وغير القابل للجدل في مناطق أرضنا".


وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد مؤخرا أن إسرائيل لن تضم الضفة الغربية، بعدما أعلن الكنيست المصادقة على مشروع قانون يسمح بفرض السيادة الإسرائيلية عليها.

كما شدد ترامب على أن إسرائيل ستفقد جميع أشكال الدعم من الولايات المتحدة إذا أقدمت على ضم الضفة الغربية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com