تكشف بيانات وزارة الإسكان الإسرائيلية عن ضعف كبير في الإقبال على مشاريع "شقة بسعر مخفّض" داخل البلدات العربية، رغم الأسعار المنخفضة غير المسبوقة. ففي بلدة إكسال، حيث طُرحت 62 شقة بأسعار تتراوح بين 600 و700 ألف شيكل، سجّل نحو ألف متقدّم فقط، فيما في مدن عربية أخرى لم تتقدّم أي شركة مقاولات لتنفيذ المشاريع.
في كفر قاسم فشلت مناقصة لبناء نحو 400 وحدة سكنية بعد أن لم تتقدّم أي شركة، وهو الفشل الرابع في المدينة منذ عام 2021. وضع مشابه سُجّل في جلجولية ودالية الكرمل، حيث أُلغيت المناقصات لغياب اهتمام المقاولين، رغم أن سعر الأرض للوحدة لا يتجاوز 360 ألف شيكل.
مختصون يفسرون
وبحسب مختصين في قطاع الإسكان، فإن ضعف الإقبال لا يعكس غياب الطلب الشعبي، بل غياب المبادرين والمستثمرين. فعدد المسجّلين من العائلات المؤهّلة مرتفع، لكن المقاولين يتجنّبون هذه المشاريع بسبب ضعف الجدوى الاقتصادية مقارنة بالبلدات اليهودية، حيث أسعار البيع أعلى وهوامش الربح أكبر.
ويؤكد أحد الخبراء أن تجارب مثل أم الفحم أظهرت أن المناقصات تفشل عندما تكون تكاليف التطوير مرتفعة، لكنها تنجح فور خفضها. كما أشار إلى أن مخاوف بعض المستثمرين من الجريمة والابتزاز في بعض البلدات العربية، إلى جانب ضعف التنسيق بين وزارة الإسكان والسلطات المحلية، كلها عوامل تعيق جذب المستثمرين رغم وجود طلب حقيقي وكبير على السكن.
من جهتها، تحاول وزارة الإسكان إنعاش القطاع عبر مشروع تجريبي للتجديد العمراني في ست بلدات عربية — سخنين، كفر ياسيف، الناصرة، عرعرة، كفر قاسم وطيرة — ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ هذه الخطط قبل نهاية عام 2025.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق