أودع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي سجن “لا سانتيه” في العاصمة باريس، صباح اليوم الثلاثاء، وسط مظاهرات لأنصاره أمام منزله قبيل دخول الحبس.
وفقًا لصحيفة “لو فيغارو”، فقد استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ساركوزي قبل ساعات من دخوله السجن، في قصر الإليزيه، وهي خطوة أثارت جدلًا واسعًا.
ووصف أوليفييه فور، الأمين الأول للحزب الاشتراكي، هذا اللقاء بأنه “ضغط على القضاء”، و”شذوذ” يوحي بوجود “متهمين من طبيعة مختلفة”، معتبرا أن مثل هذه التصرفات تهدد استقلالية القضاء.
وأثارت تصريحات وزير العدل جيرالد دارمانين، الذي أعلن نيته زيارة ساركوزي في السجن، قلقًا كبيرًا، في حين حذّر المدعي العام الفرنسي ريمي هاييتز من أن هذه الزيارة قد “تُعيق استقلالية القضاة”، خاصة مع اقتراب مواعيد المحاكمة الاستئنافية في قضية تمويل ليبي مثيرة للجدل.
وأثار القضاة في 25 سبتمبر الذهول في قاعة المحاكمة بإصدارهم أمرا بإيداعه السجن بالتزامن مع حكم إدانته بـ “التآمر الجنائي”، بدون انتظار محاكمة الاستئناف التي من المقرر أن تعقد قبل الصيف.
وتذرعوا بـ”خطورة الوقائع الاستثنائية” ليحددوا للرئيس السابق مهلة قصيرة فقط لترتيب أوضاعه قبل دخوله السجن.
وأدين ساركوزي بالسماح لأقرب معاونين له حين كان وزيرا للداخلية، هما بريس أورتوفو وكلود غيان، بالتواصل مع الزعيم الليبي السابق معمر القذافي للحصول على تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية.
وعقد غيان وأورتوفو في هذا السياق في نهاية 2005 اجتماعات مع عبد الله السنوسي مدير الاستخبارات الليبية المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة غيابيا في فرنسا لدوره في الاعتداء على طائرة “دي سي-10” التابعة لشركة “يوتا” الفرنسية عام 1989 والذي أودى ب170 شخصا بينهم 54 فرنسيا.
وإن كانت المحكمة أقرت بأنه لم يتم التثبت من وصول أموال في نهاية المطاف إلى صناديق حملة ساركوزي، إلا أنها أفادت في الحكم بأن التحقيق كشف عن حركة أموال انطلاقا من ليبيا “بهدف تمويل” الحملة.
وسيكون أمام محكمة الاستئناف شهران للنظر في طلب الإفراج الموقت عن ساركوزي، لكن من المتوقع أن تعقد الجلسة بشكل أسرع.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق