لا يشترط شرعًا أن ينتظر المسلم انتهاء الأذان ليبدأ في أداء الصلاة، إذ يمكنه الشروع فيها بمجرد سماع المؤذن ينطق بـ"الله أكبر"، ما دام المؤذن يرفع الأذان بعد دخول وقت الصلاة، وهذا هو الحال المعتاد، فيجوز حينها البدء بالصلاة مباشرة.

هذا ما أكدته دار الإفتاء المصرية من خلال عدد من الفتاوى الرسمية المصورة والمنشورة على صفحاتها وموقعها الرسمي، حيث أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، أن دخول وقت الصلاة يثبت من اللحظة الأولى للأذان، وبالتالي من الجائز بدء الصلاة بمجرد الأذان، دون ضرورة انتظار نهايته.

ورغم جواز الصلاة أثناء الأذان، إلا أن الشيخ شلبي أشار إلى أن الأفضل والأكمل أن ينتظر المسلم حتى ينتهي المؤذن، ثم يردد خلفه، ويدعو بالدعاء المأثور: "اللهم رب هذه الدعوة التامة."، لما في ذلك من فضل عظيم، منها نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يبدأ بعد ذلك صلاته.

وفي السياق ذاته، شدد الشيخ أحمد ممدوح، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، على أن الصلاة حال الأذان صحيحة، ولكن الأفضلية في الانتظار تكمن في الحرص على سنة ترديد الأذان، وتحقيقًا للثواب الكامل المترتب عليها.

أما في حال وجود حاجة ملحة أو ظروف خاصة تستدعي الصلاة فورًا عند بدء الأذان، فأكدت الإفتاء أن الصلاة في هذه الحالة صحيحة ولا حرج فيها.

من ناحية أخرى، أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، أنه لا تصح الفريضة إذا صلاها المسلم قبل دخول الوقت أو قبل تحقق الأذان، وفي هذه الحالة تعتبر الصلاة باطلة كفرض، ولكن تحسب له نافلة إذا لم يكن متعمدًا.

وبالتالي، فمن المشروع البدء بالصلاة مع أول الأذان، بشرط أن يكون المؤذن منضبطًا في توقيته، لكن الأفضلية والفضيلة تبقى في انتظار انتهاء الأذان، والقيام بالسُّنَن المرتبطة به من ترديد ودعاء وصلاة على النبي، ثم أداء الفريضة بخشوع.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com