في حديث مؤثر لموقع "بكرا"، وصف الناشط الفلسطيني نمر عجور من قطاع غزة الواقع الإنساني الصعب الذي يعيشه سكان القطاع بعد توقف الحرب الأخيرة، مشددًا على أن ما بعد الحرب لا يقلّ قسوة عن أيام القصف، بل قد يكون أصعب من ذلك بكثير.

"توقفت الغارات.. لكن الألم لا يزال حيًّا"

وقال عجور في مستهل حديثه: "شعورنا بعد توقف الحرب هو شعور أي إنسان يهتم بالإنسانية. نعم، نحن نشعر بالارتياح لتوقف القصف، وسفك الدماء، والدمار، والتجويع القسري الذي فُرض علينا. ولكن، هذا لا يعني أن قلوبنا بخير".

وأشار إلى أن نهاية العمليات العسكرية لا تعني نهاية المعاناة، موضحًا: "قلوبنا لا تزال تئنّ من الألم، والجرح ما زال نازفًا. هناك قصة موجعة داخل كل قلب، فقدنا أحبة، منازل، وأحلامًا. لقد أصبحنا مشرّدين بلا مأوى".

وأضاف: "أكثر من 70% من سكان قطاع غزة أصبحوا بلا مأوى، يبيتون في العراء أو في مراكز الإيواء، دون أي مقومات للحياة الكريمة."

"الحرب الكبرى بدأت الآن"

وأكد عجور أن الحرب لم تنتهِ فعليًا، بل تغيّر شكلها فقط، موضحًا: "انتهت الحرب من الناحية العسكرية، ولكن الحرب الحقيقية بدأت عندما زالت صدمة القصف وبدأنا ندرك حجم الفاجعة. الألم الحقيقي بدأ الآن".

وقال بأسى: "الناس تحاول التماسك، لكن الواقع أقسى مما يتحملون. ما يستطيعون فعله اليوم هو قول: حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل".

"فرحة غير مكتملة... والوضع لا يُحتمل"

وتابع عجور حديثه حول مشاعر المواطنين في غزة قائلًا: "صحيح أن الناس شعروا بالفرح لانتهاء الحرب، لكنهم غير قادرين على التعبير عن هذا الفرح. لا يستطيعون مجاراة متطلبات الحياة اليومية، ولا تلبية احتياجات أسرهم وأطفالهم".

وأشار إلى أن المشكلة لم تعد في توفر المواد الأساسية، بل في القدرة على الحصول عليها: "الاحتياجات الأساسية متوفرة نسبيًا، ولكن المشكلة أن المواطنين فقدوا قدرتهم المادية على الشراء، بعد أن فقدوا مصادر دخلهم ومنازلهم".

وأوضح أن كثيرين يلجأون إلى استخدام أي مبلغ بسيط قد يتوفر لهم في محاولة لترميم منازلهم أو إيجاد مأوى بسيط يؤويهم وأطفالهم: "الناس تحاول ترميم ما يمكن ترميمه، حتى لو بوسائل بسيطة. الوضع مأساوي للغاية".

"نحتاج إلى إغاثة إنسانية عاجلة"

وشدّد عجور في ختام حديثه على أن سكان قطاع غزة بحاجة ماسة إلى تدخل عاجل من قبل المؤسسات الإنسانية والخيرية في العالم أجمع، قائلاً: "الوضع في غزة كارثي، والناس بحاجة إلى إغاثة إنسانية عاجلة، من كافة الدول والمنظمات الإنسانية والخيرية والدولية".

وختم حديثه قائلاً: "نحمد الله على وقف الحرب، ونقول: حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل على ما أصابنا خلالها. نسأل الله أن يعين شعبنا على تجاوز هذه المحنة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com