نشرت صحيفة معاريف العبرية مقالًا للضابط الإسرائيلي (احتياط) عميت ياغور، شغل سابقًا مواقع رفيعة في قسم التخطيط العسكري والاستخبارات، قدّم فيه تحليله لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكوّنة من 21 بندًا لإنهاء الحرب في غزة.
أبرز ملامح الخطة بحسب ياغور:
إنشاء هيئة دولية مؤقتة بإشراف مجلس الأمن، لإدارة غزة وإعادة إعمارها لعدة سنوات، برئاسة توني بلير.
نشر قوة دولية على حدود القطاع لمنع إعادة تسلّح "حماس".
نقل السلطة لاحقًا إلى السلطة الفلسطينية.
تباين واضح مع الخطة السابقة التي تحدّثت عن "وصاية أمريكية" لعشر سنوات.
تساؤلات وانتقادات:
كيف سيتم نزع سلاح حماس فعليًا؟ ويستشهد ياغور بتجربة فشل نزع سلاح حزب الله في لبنان رغم وجود قوة أممية.
هل يمكن الوثوق بالأمم المتحدة في إدارة غزة، رغم سجلها "الفاشل" في المنطقة؟
هل ستتحوّل حماس إلى "حزب الله جديد" في غزة، تبقى مهيمنة دون أن تحكم رسميًا؟
الدور السعودي:
يرى ياغور أن السعودية هي اللاعب "الصامت" خلف الكواليس، وتحاول قيادة النظام الإقليمي الجديد بعد الحرب.
الرياض، بحسب المقال، انتقلت من الاكتفاء بتصريحات شكلية حول فلسطين إلى تبنّي استراتيجية لقيادة العالم العربي والضغط للاعتراف بدولة فلسطينية.
يشبّه هذه المقاربة بمحاولة إحياء دور السعودية كما في مبادرة السلام العربية (2002).
الصراع بين استراتيجيتين:
إسرائيل والولايات المتحدة: التركيز على نزع سلاح حماس، فصل غزة عن الضفة، وتأجيل ملف الدولة الفلسطينية.
السعودية وحلفاؤها (مع فرنسا): ربط إنهاء الحرب في غزة بحل سياسي شامل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة.
الخلاصة التي يقدّمها ياغور:
المنطقة أمام مواجهة سياسية كبرى بين الاستراتيجية الإسرائيلية المدعومة من واشنطن، والاستراتيجية السعودية الرامية لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد.
يدعو إلى لقاء مباشر بين نتنياهو وترامب، وربما حتى قمة ثلاثية إسرائيلية-سعودية-أمريكية، لضمان تنسيق المواقف ومنع فرض حلول إقليمية لا تخدم إسرائيل.
يعتبر أن "Pax Americana" جديد قد يتشكل في المنطقة، قائم على الهندسة الاقتصادية (مثل مشروع IMEC لربط آسيا بأوروبا عبر الشرق الأوسط)، حيث سيكون لكل من إسرائيل والسعودية دور محوري.
يختتم ياغور مقاله بالتأكيد أن "الشرق الأوسط الجديد" يجب أن يبنى على المصالح الاقتصادية المشتركة، ما سيجبر الأطراف — بما فيها السلطة الفلسطينية — على التعاون والتخلي عن "ألاعيب المقاومة".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق