منذ إعلان تركيا قطع علاقاتها التجارية مع إسرائيل رسمياً، لم تتوقف الشحنات التركية عن الوصول، لكنها تسلك اليوم مساراً بديلاً عبر اليونان حيث تُستبدل الأوراق لتُسجل البضائع كما لو كانت مستوردة من موردين يونانيين.
بحسب بيانات مكتب الإحصاء المركزي، بلغ إجمالي الواردات الإسرائيلية من تركيا بين يناير ويوليو 2025 نحو 1.9 مليار شيكل، وهو انخفاض بنسبة 67% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، لكنه ما زال يمثل حجماً كبيراً من النشاط التجاري. ويقدّر عيران سيب، رئيس جمعية مقاولي التجديد في إسرائيل، أن قطاع الحجر والرخام وحده كان يستورد قبل عامين ما بين 3000 و3200 حاوية شهرياً من تركيا، إضافة إلى نحو 200 حاوية أخرى. وحتى اليوم، لا تزال الواردات الشهرية من الرخام التركي تصل إلى نحو 50 مليون دولار، بما يعادل نحو 1500 حاوية شهرياً.
تال بار، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "هاي جروب"، أكد أن تركيا تُعد من أكبر موردي المواد الخام لإسرائيل، وأن توقفها عن التصدير خلق فراغاً في السوق حتى بالنسبة لمقاولين لم يتعاملوا معها مباشرة، ما اضطرهم للبحث عن بدائل وزيادة الاستيراد من دول أخرى.
الخطوات التركية جاءت تدريجياً؛ ففي أبريل/نيسان 2024 فرضت أنقرة قيوداً على التصدير لإسرائيل، ثم في مايو/أيار 2024 أوقفت الصادرات والواردات بالكامل، في سياق ضغوط متزايدة على تل أبيب بسبب الحرب على غزة.
وفي الداخل الإسرائيلي، أثار اعتراف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع بأن بلاده "تدخل في عزلة اقتصادية" ضجة واسعة. وبعد يوم واحد فقط من تصريحاته، أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة عقوبات مرتقبة تشمل تعليق بنود تجارية رئيسية في اتفاقيات الشراكة مع إسرائيل، في خطوة وصفها خبراء بأنها قد تكون دراماتيكية وتلحق ضرراً كبيراً بالصادرات الإسرائيلية إلى السوق الأوروبية، أحد أهم شركائها التجاريين.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق