بقلم :غزال ابو ريا
اليوم كان للقلب فرحة خاصة في ديوان العم الحاج أبو فؤاد فرج غنايم، حيث اجتمعنا على المحبة والحديث الطيب، بحضور أخي العزيز أبو رامي وليد غنايم، والصحفي المبدع مجد دانيال. كان اللقاء دافئًا، تظلله الألفة وتغمره البشاشة.

لكن ما يميّز الديوان ليس فقط دفء اللقاءات، بل مكانته التاريخية والاجتماعية في مجتمعنا العربي. فالديوان كان على مرّ العقود مدرسة للحوار، ومنبرًا لحلّ الخلافات، ومكانًا لترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية.

في الديوان كانت تُطرح القضايا الساخنة: خلاف على أرض، نزاع بين عائلات، أو حتى مشكلة بين جيران. وكان الوجهاء يجتمعون ليستمعوا لكل الأطراف، ثم يقترحون الحلول بروح العدل والإنصاف. وهكذا، كان الديوان يغني الناس عن المحاكم، ويمنع تفاقم الخلافات.

الديوان أيضًا كان فضاءً للمشورة، حيث يقصده الشباب لطلب النصيحة من الكبار في أمور مجتمعية، العمل، أو اختيار الطريق في الحياة. كما كان محطة لاستقبال الضيوف والوفود، فصارت ضيافة القهوة العربية فيه رمزًا للكرم والهيبة.

ولم يقتصر دوره على معالجة النزاعات، بل كان مساحة للتربية غير المباشرة؛ إذ كان الشاب يجلس بجوار الكبار، يسمع قصصهم وتجاربهم، ويتعلم قيم الصبر، التسامح، والاحترام.

اليوم، ومع تسارع الحياة وتغيّر أنماط العيش، تراجع دور الديوان في بعض المجتمعات، وانحسر حضوره لصالح وسائل التواصل الاجتماعي أو اللقاءات العارضة. لكن ما أحوجنا لإحياء هذه المساحة الأصيلة، التي تُعيد للناس دفء اللقاء المباشر، وتُرسّخ ثقافة الإصغاء والحوار والتسامح.

لقاءات كهذه تُحيي الروح وتذكّرنا أن الديوان لم يكن جدرانًا فقط، بل قيمة ومعنى، ورمزًا لوحدة المجتمع

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com