قال المحلل السياسي حسن عصفور في حديث لموقع بكرا إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل، بالتزامن مع انعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة، "ليست مصادفة، بل خطوة سياسية مقصودة تهدف إلى التأثير على مخرجات القمة".
وأوضح عصفور: "الولايات المتحدة أرادت أن تقول للعرب قبل انعقاد قمتهم إن مسار التفكير والقرار مرسوم مسبقًا، وزيارة روبيو مع نتنياهو إلى حائط البراق وإعلانه أنه مكان خاص باليهود وخارج أي تفاوض، تؤكد أن لا دولة فلسطينية ولا هوية فلسطينية في رؤية إدارة ترامب"، مضيفًا أن هذه الرسالة جاءت متزامنة مع إعلان نتنياهو خطوات جديدة ضمن مخطط (E1) الاستيطاني.
رد فعل قطرية
وعن رد الفعل القطري، اعتبر عصفور أن خطاب رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن "كان بمثابة عفو مسبق عن عدوانية إسرائيل، خاصة بتأكيده على الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن والاستعداد لمواصلة جهود التهدئة في غزة حتى لو تطلب الأمر استقبال وفود من حكومة نتنياهو".
ووصف البيان الختامي للقمة بأنه "خلا من أي خطوة سياسية رادعة"، قائلا: "القمة اكتفت بخطابات وصور بروتوكولية، وانتهت كما انتهت جلسات مجلس الأمن، تهديدات لفظية بلا أثر عملي. هذا يعكس انتهاء زمن الكرامة السياسية العربية أمام إسرائيل"، على حد تعبيره.
كما انتقد عصفور ما اعتبره ازدواجية في الموقف العربي: "القمة اعتبرت الضربة العسكرية على قطر تهديدًا للاستقرار الإقليمي، بينما حرب الإبادة في غزة على مدار 710 أيام، وبناء نظام فصل عنصري استيطاني كامل في الضفة والقدس، لم تُعتبر تهديدًا للسلام أو للاستقرار في المنطقة".
"غباء سياسي"
وفيما يتعلق بحماس، قال عصفور: "القيادة المتخندقة في الدوحة فقدت الكثير من بقايا عقلها السياسي، وتصريحاتها حول الرهائن تؤكد أن الغباء السياسي سمة متوارثة لدى الإخوان المسلمين".
وختم عصفور بالإشارة إلى موقف حزب بن غفير: "المطالبة بإلغاء اتفاق أوسلو ليست جوهر المسألة، لكن الطريف أن الحزب الذي خرج من رحم التيار الذي اغتال رابين بسبب توقيعه الاتفاق، يبرر الآن طلبه بحجة أن الفلسطينيين خالفوه من طرف واحد.. وهذه أم النكات"، على حد وصفه.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق