كشف استطلاع موسع أجرته شركة "طيفاع" للأدوية حجم التأثير النفسي العميق للحرب المستمرة منذ نحو عامين على المجتمع الإسرائيلي، حيث أظهر أن أربعة من كل خمسة أشخاص يعانون من أعراض صدمات نفسية بدرجات متفاوتة.
وبحسب نتائج الاستطلاع الذي شمل نحو 1800 إسرائيلي و250 من العاملين في مجال الصحة النفسية بين فبراير/شباط ويونيو/حزيران الماضيين، فإن 86% أشاروا إلى أن وجود المحتجزين في غزة ينعكس سلباً على حالتهم المعنوية، فيما نسبت الغالبية الساحقة مشاعرها السلبية بشكل مباشر إلى الحرب: 79% يعانون من شعور بالعجز، 73% من الاكتئاب، 75% من الكوابيس واسترجاع مشاهد مؤلمة، و79% من العصبية والغضب. كما أكد 76% أنهم يواجهون اضطرابات في النوم، و75% صعوبات في التركيز، و74% لجأوا إلى الأكل العاطفي.
ارتباط مباشر مع الحرب
الاستطلاع كشف أيضاً أن 45% من الإسرائيليين لديهم ارتباط مباشر بالحرب: 27% بسبب تجنيد قريب من العائلة، 10% خدموا بأنفسهم في الاحتياط، 8% بسبب تجنيد أبنائهم، و3% أُجبروا على مغادرة منازلهم. كما أقر واحد من كل ثلاثة بأنه تعرّض شخصياً أو أحد أقاربه لإصابة جسدية نتيجة الحرب.
ورغم هذه الأرقام المقلقة، يواجه كثيرون صعوبة في الحصول على العلاج النفسي، إذ أشار 31% إلى أن الوصمة الاجتماعية تمنعهم من طلب المساعدة، فيما ذكر 31% آخرون أن التكلفة المرتفعة تشكّل عائقاً، إضافة إلى طول فترات الانتظار ونقص الكوادر في النظام الصحي العام. النتيجة أن واحداً من كل خمسة لم يلجأ إلى أي علاج، بينما سبعة من كل عشرة واجهوا عراقيل في الوصول إلى علاج مناسب.
العاملون في الصحة النفسية
أما العاملون في مجال الصحة النفسية، فأفاد 97% منهم أنهم يعانون بدورهم من ضغوط نفسية بسبب الحرب، بينها الإرهاق العاطفي والتعرض المستمر لروايات وصور صادمة، فيما أكد 88% أن الحرب فاقمت من معاناتهم الشخصية. ومع ذلك، قال 83% إن التجربة منحتهم دافعاً لتعزيز عملهم وإحساساً أكبر بأهمية دورهم.
القائمون على الاستطلاع شددوا على أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة "أمة على الحافة"، حيث باتت التبعات النفسية للحرب قضية مركزية تتطلب معالجة شاملة، سواء على صعيد الدعم المجتمعي أو من خلال تطوير البنية الصحية المتخصصة بالصحة النفسية.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق