تعقيبا على تعليق الولايات المتحدة منح التاشيرات لحاملي جوازات السفر الفلسطينية أكد المختص بالشان الامريكي المحامي معين عودة أن الولايات المتحدة قررت معاقبة الفلسطينيين أفرادًا وجماعات على خلفية موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأوضح أن الإدارة الأمريكية تحاول، إرسال رسالتين : الأولى موجّهة إلى المجتمع الفلسطيني، ومفادها أن خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ستزيد من معاناتهم، وستؤثر على عشرات الآلاف منهم؛ سواء كانوا طلاب جامعات، أو أفراد عائلات يرغبون في زيارة أحبائهم، أو مرضى يسعون للعلاج الطبي داخل الولايات المتحدة. وتوضح هذه الخطوة أن واشنطن لن تقبل بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بالنسبة للشعب الفلسطيني.

أما الرسالة الثانية برأي عودة فهي موجهة إلى الدول التي تنوي الاعتراف بفلسطين، وإلى الأمم المتحدة بشكل عام، حيث تؤكد الإدارة الأمريكية بشكل علني ونهائي أنها لن تعترف بالدولة الفلسطينية حتى لو اعترفت بها دول أخرى أو منحتها صفة دولة.

عقاب سياسي 

وبيّن المحامي عودة أن الخطورة في موضوع منع التأشيرات لا تتعلق فقط بحق أي دولة في تحديد من يدخل أراضيها، بل تكمن في كونه عقابًا سياسيًا على خطوة سياسية لا علاقة للأفراد بها، ولا حتى لبعض أجنحة القيادة الفلسطينية. مشيرا إلى أن جزءًا كبيرًا من الاعترافات بالدولة الفلسطينية جاء نتيجة ما يحدث من إبادة جماعية في غزة.

وأضاف أن موقف الأمم المتحدة سيكون محوريًا، خصوصًا إذا تم رفض منح تأشيرات لرئاسة الوفد الفلسطيني القادم إلى نيويورك. وهنا ستكون المنظمة الدولية أمام اختبار حقيقي، وقد يُطلب منها اتخاذ موقف واضح، بل وربما التلويح بنقل مقرها العام من نيويورك إلى مكان آخر مثل جنيف.

وتابع عودة أن الولايات المتحدة بهذا الموقف وضعت نفسها في موقع حرج، وستكون بحاجة إلى تبريرات كبيرة أمام الفلسطينيين مستقبلًا إذا أرادت الاستمرار في رعاية عملية السلام. فالفلسطينيون ينظرون إلى واشنطن تاريخيًا كطرف منحاز لإسرائيل، لكن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا إضافيًا يستهدف الشعب نفسه وليس فقط السلطة أو المنظمة.

موقف الأمم المتحدة 

واكد عودة إن النقطة الأهم حاليًا هي موقف الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها من مسألة رفض منح الوفد الفلسطيني تأشيرات الدخول، وما إذا كان سيتم اتخاذ خطوات أو إجراءات ضد هذا القرار، خاصة أن هذه الإجراءات تتعارض مع اتفاقية المقر التي التزمت فيها الولايات المتحدة بالسماح للجميع، أصدقاء وأعداء، بالوصول إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وقال في الوقت نفسه، يعيش عشرات الآلاف من الفلسطينيين في حالة ضبابية ومخاوف كبيرة، خصوصًا الطلاب وأفراد العائلات وحتى المقيمين داخل أمريكا، وهو ما يستدعي من القيادة الفلسطينية الارتقاء بأدائها للتعامل مع هذه المستجدات بمسؤولية عالية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com