في حديث مؤلم مع موقع "بُـكرا"، عبّرت الناشطة في الشأن الإنساني د. صباح عبد الهادي عن استيائها العميق مما وصفته بـ"الصمت المريب والمخزي" تجاه ما يحدث في قطاع غزة من مآسٍ إنسانية غير مسبوقة.

وقالت د. عبد الهادي: "غزة تستغيث، والناس تموت في الشوارع جوعًا أو قنصًا أو سحقًا تحت عجلات الذل. ومع ذلك، نجد هذا الصمت الغريب من العالم، ومن العرب تحديدًا، وكأن ما يجري لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد."

وتساءلت بحرقة: "هل من الطبيعي أن نعتاد على كل هذا القهر والذل والظلم؟ أين ذهبت الكرامة؟ أين النخوة؟ بل أين الأخوة في الدين والوطن والإنسانية؟ إن ما نراه اليوم هو خضوع تام، من الحاكم إلى المحكوم، وكأن الشعوب اختارت الصمت الأبدي."

وأضافت: "لقد بات صوت الشعوب العربية والإسلامية غائبًا، بينما لو تحركت، ولو نطق صوت الحق بداخلها، لربما توقف هذا النزيف، وارتفع الحصار، وتوقفت المجاعة التي تفتك بأطفال غزة."

لا سامحكم الله. ما يحدث اليوم في غزة ليس فقط قتلًا للأبرياء

وحمّلت د. صباح عبد الهادي مسؤولية ما يحدث في غزة لكل من صمت أو تقاعس، قائلة: "لا سامحكم الله. ما يحدث اليوم في غزة ليس فقط قتلًا للأبرياء، بل هو قتلٌ للكرامة فينا جميعًا. لقد أصبحت غزة مقياسًا للضمير، والنتيجة: رسوب جماعي في امتحان الله والإنسانية."

وواصلت بمرارة: "هل من الطبيعي أن تقف 21 دولة عربية عاجزة عن إدخال لقمة خبز إلى أطفال غزة؟ أي شرع وأي دين يبرر هذا السكوت؟ العالم كله أصبح عبدًا لأهواء السياسة، يكتفي بالشجب بينما الأطفال تموت جوعًا، والنساء تحترق قلوبهن على أبنائهن."

وختمت حديثها بنداء مباشر إلى الضمائر الحية، مستذكرة حديث النبي محمد ﷺ: "لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم." وأضافت: "أشتكي إلى رسول الله هذا الصمت، هذا الخذلان، وهذه القلوب التي تبلّدت. حسبنا الله ونعم الوكيل، فليكن طعامهم نارًا، وأسِرّتهم جحيمًا، حتى يشعروا بما يشعر به أهل غزة."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com