في حديث خاص لموقع "بُكرا"، علّق المحلل السياسي محمد دراوشة على ظاهرة انخراط بعض الشخصيات في تبني روايات معادية لهوية شعبهم، مشيرًا إلى أن ذلك يشكل تخلّيًا عن الضمير وانسلاخًا عن الانتماء.

قال محمد دراوشة: "يبرز بين حين وآخر من يختار طريقًا يتعارض كليًا مع هويته، وتاريخ أهله، ووجع وطنه. هؤلاء لا يكتفون بالحياد، بل يتحولون إلى أبواق تخدم روايات تبرر الظلم وتجمّل القمع، متقمصين دور 'الناطق الرسمي' باسم السياسات التي تستهدف شعبهم."

وأشار إلى أنه "في لحظة كهذه، لا يعود الحديث عن اختلاف في الرأي أو توجه سياسي، بل عن تخلٍّ صريح عن الضمير. من يبيع نفسه لمجرد وهم الحظوة أو طمعًا في مكاسب آنية، يصبح أداة لا قيمة لها في حسابات التاريخ. قد يُصفّق له هنا، ويُستغل هناك، لكنه في النهاية يُرمى كما تُرمى الأقنعة بعد انتهاء المسرحية."

وأضاف دراوشة: "لقد ظنّ هذا أن الانفصال عن وجدان شعبه يمنحه حصانة أو امتيازًا. تناسى أن الولاء الزائف لا يصنع انتماءً، وأن ارتداء قناع الرواية المعادية لا يقيه من السقوط الحرّ عندما تُكشف الحقائق، وينجلي الزيف، وتنكشف دوافعه الخفية."

سقوط هذا ليس صدفة

وأكد أن "سقوط هذا ليس صدفة، بل نتيجة حتمية لمساره. فالتاريخ لا يحتفظ إلا بمن ناصر الحق، ودافع عن كرامة شعبه، لا بمن تلطّى خلف الشعارات المزيفة ليطعن ذاكرته، ويحرق جسور الثقة."

واختتم بالقول: "في نهاية المطاف، من يتخلى عن مجتمعه ويتحوّل إلى خنجر في خاصرته، سيكون أول من ينكسر حين تدور عجلة المحاسبة. لأن من يقف على أرض غير أرضه، لا يعرف كيف يثبت عند أول زلزال."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com