في ظل موجة الحرّ التي تضرب البلاد، يجد الكثير من العائلات الإسرائيلية أنفسهم أمام خيار بسيط: الاستمتاع بمثلجات لتخفيف وطأة الصيف. لكن حتى هذا الترف البسيط بات عبئًا ماليًا. أسعار المثلجات ارتفعت خلال السنة الأخيرة بنحو 5%، لتتحول تجربة عائلية سريعة إلى تكلفة تصل إلى قرابة 100 شيكل لثلاثة أشخاص، كما يشهد عليه العديد من الزبائن.

إيتاي، أب لطفلين من موديعين، قال إنه دفع 97 شيكل فقط مقابل مثلجات بسيطة لأطفاله. "نحن نعرف أن كل شيء أصبح غاليًا، لكن حتى البوظة؟ هذا أمر جنوني. لم نعد نخرج لنستمتع دون أن نحسب التكلفة مسبقًا. يضطر المرء أن يفكر مرتين قبل أن يشتري شيئًا بسيطًا"، يقول.

معظم شبكات المثلجات الكبرى في إسرائيل رفعت أسعارها: في "جولدا" وصل سعر الوجبة الصغيرة إلى 21 شيكل، والوجبة الكبيرة إلى 33 شيكل، بينما يباع الكيلو الواحد بـ114 شيكل. في "أنيتا"، وهي تابعة أيضًا لجولدا، الأسعار أعلى: وجبة صغيرة بـ23 شيكل، كيلو بـ120 شيكل. الأمر مشابه في شبكات أخرى مثل "دلي كْريم"، "أوتِلو"، "ڤنيلْيلا" و"ليجندا"، حيث لا يقل سعر الكرة الواحدة عن 20 شيكل، ويصل كيلو المثلجات في بعض الحالات إلى 129 شيكل.

مواد الخام 

مديرو هذه الشبكات يبرّرون الغلاء بارتفاع أسعار المواد الخام، وأجور العمال، وتكاليف الكهرباء والماء والضرائب. شارون بن بسط، مدير عام "دلي كريم"، قال إن الزيادة الأخيرة في الأسعار جاءت بعد أن اضطرت الشركة إلى "امتصاص" ارتفاعات متكررة في التكاليف خلال السنة الماضية، وأضاف أن "الوضع صعب، لكننا حاولنا عدم نقل كل العبء إلى الزبائن".

من جانبه، قال دافيدو مينا، صاحب شبكة "ليجندا"، إن سبب الزيادة مرتبط مباشرة بارتفاع تكاليف الإنتاج، الكهرباء، والضرائب، إلى جانب تعديل نسبة ضريبة القيمة المضافة.

رغم الأسعار المرتفعة، يظهر تقرير لشركة "دان أند برادستريت" أن سوق المثلجات في إسرائيل ما يزال يشهد توسعًا، بفضل الطلب المتزايد على الغذاء كوسيلة ترفيه. ومع ذلك، تسجّل المعطيات تزايدًا في عدد فروع المثلجات التي أُغلقت خلال العام 2024، بنسبة فاقت عدد الفروع التي فُتحت، ما يشير إلى تقلبات ومخاطر في هذا القطاع.

في نهاية المطاف، البوظة التي كانت يومًا متاحة لكل طفل أصبحت رمزًا جديدًا لغلاء المعيشة، وأحد المؤشرات التي تعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تطال تفاصيل الحياة اليومية في إسرائيل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com