في بلدة هادئة تغفو على كتف رابية جميلة ، تقع مدرسة ابتدائية تقطر طفولة .
وفي أحد الأيام وفي الساحة الكبيرة والانيقة وعلى غير العادة ، وفي احدى الفُرص دفع احد الطلّاب العنيفين ويدعى رامي زميله سليم دفعة قويّة ..فوقع سليم ارضًا فأخذَ يتألم ويتوجّع.
وكان سليم طالبًا موهوبًا يحبّ القراءة واللعب بهدوء ومحبوبًا من المعلّمين والزملاء .
جاء المُعلّم من بعيد مسرعًا وقال بقلق :
ماذا حدثَ ؟
نظر سليم الى رامي ، فرأى في عينيه الخوف والنّدم .
فالتفت الى المعلّم وقال :
لا شيء خطير ، سقطتُ فقط .
خفض رامي رأسه بخجل وابتعد ...
وبعد انتهاء الدراسة ، توجّه رامي الى سليم وقال بصوت خافت :
آسف كنتُ غاضبًا ، لم اقصد ..سامحني
فابتسم سليم ومدّ يده مصافحًا وهو يقول :
أنا سامحتك ويمكننا ان نبدأ من جديد .
فوجئ رامي وقال :
حقًّا .. رغم أنّني قد آذيتك !
فقال له سليم : المحبّة أقوى من الغضب ، وأنا أُحبّ ان يكون لي أصدقاء لا أعداء .
فتعانقا عناقًا لفت نظر الكثيرين .
ومنذ ذلك الوقت اصبح رامي صديقًا مُقرّبًا لسليم يلعب معه ويساعده في الدراسة وكان يقول :
لولا محبّة سليم ، لكنت ما زلت وحيدًا أعيش الغضب والعداء .
لاحظ طلّاب الصفّ التغيير الايجابيّ الذي طرأ على رامي ، فعرفوا وتأكدوا أنّ من يردّ الشرَّ بالمحبّة يربح القلوب ويريح النُّفوس .
وفي درس الانشاء توجه الطُّلّاب الى معلّم اللغة العربية ، كي ما يكتبوا اغنية مشتركة تحكي المحبّة كي ينشدوها في درس النشيد ..
أُعجب المعلم وجاء الثّمر طيًبا وجميلًا يقول :
المحبّة دواء للنفوس الحزينة
تُزهر في القلب وردًا وسكينة
وتزرعُ الدروب فُلًّا وياسمينة
وتشمخ فوق آهات السنين
المحبّة عطر يُغنّي ويبوح
تعالجُ العداوة ، تُضمّد الجروح
وتقطف زهرًا يُغرّد ويفوح
ويداوي الألم والوجع والأنين
فتعال اخي نملأ الدّنيا سلام
ونقلعُ الشّوك والعُنف والخِصام
ونُحبّ الطير والحجرَ والأنام
ونغمر الوطن حُبًّا وحنين
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق