في ظل تفاقم أزمة الصحة النفسية في إسرائيل والانتظار الطويل الذي يواجهه المرضى للحصول على موعد مع طبيب نفسي، أعلن د. دِكِل تَلْياز، الباحث في علم الأعصاب ومدير شركة Taliaz، عن تطوير نظام ذكي جديد يهدف إلى تقليص فترات الانتظار من ستة أشهر إلى أقل من أسبوع.
النظام، الذي طُوّر استجابةً للنقص الحاد في الكوادر الطبية بعد السابع من أكتوبر، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات ديموغرافية وسلوكية وطبية يتم جمعها عبر استبيانات رقمية، لتحديد درجة الاستعجال والملاءمة العلاجية لكل مريض حتى قبل لقائه مع الطبيب.
د. تَلْياز، الذي شغل في السابق منصب باحث في معهد وايزمان، يؤكد أن النظام لا يهدف إلى استبدال الأطباء، بل إلى تزويدهم بصورة سريرية دقيقة تتيح قرارات علاجية أسرع وأكثر دقة. "الذكاء الاصطناعي لا يتخذ قرارات نهائية، بل يقدّم دعمًا مبنيًا على معطيات واسعة تساعد المعالج في مسار العلاج"، يقول تَلْياز.
قدرة على التعلم
ويُبرز تَلْياز ميزة إضافية للنظام وهي قدرته على التعلم من التفاعلات العلاجية السابقة، ما يسمح بتحسين التوصيات بناءً على نجاحات مماثلة. بالإضافة لذلك، تظل هناك طبقة مراقبة بشرية: كل قرار يتم اتخاذه يخضع لمراجعة من طبيب نفسي وأخصائي نفسي أو عامل اجتماعي.
ومن خلال تحليل منهجي للأعراض، الخلفية الطبية، والعوامل النفسية-الاجتماعية، يتمكن النظام من التعرف على حالات معقدة حتى في غياب وعي المريض بمشكلته. على سبيل المثال، الجمع بين اضطرابات النوم، الأعراض الجسدية وتراجع الأداء الوظيفي يمكن أن يشير إلى وجود قلق نفسي، حتى إن لم تُذكر الكلمة صراحة.
رغم القلق من أن تكنولوجيا كهذه قد تُفقد العلاقة العلاجية طابعها الإنساني، يشدد تَلْياز أن الهدف ليس استبدال الأطباء، بل منحهم أدوات تعزز من جودة وفعالية اللقاء العلاجي. "هذه ليست منافسة بين الإنسان والآلة، بل شراكة لخدمة المريض"، يوضح.
تُظهر بيانات الشركة أن نسبة رضا المرضى عن استخدام النظام تفوق 90%، مما يعزز الرؤية بأن الذكاء الاصطناعي قد يكون حلاً فعّالًا للتغلب على الأزمات البنيوية في نظام الصحة النفسية، دون التخلي عن العنصر الإنساني في الرعاية.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق