في مقابلة مع موقع "بكرا"، اعتبر أمير مخول، مدير "مركز تقدم للسياسات"، أن التدخل العسكري الإسرائيلي في سوريا تحت يافطة "حماية الأقليات" يعكس ارتباكًا استراتيجيًا إسرائيليًا، وتباينًا واضحًا في الأهداف والتوجهات بين المستويات السياسية والأمنية، وكذلك بين إسرائيل وحلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

لا نية لإسقاط النظام… بل تطويعه

يشير مخول إلى أن تصريحات وزير الأمن يسرائيل كاتس حول "ضربات مؤلمة" للنظام السوري تعبّر عن توجّه إسرائيلي لا يستهدف إسقاط النظام، بل فرض معادلة أمنية جديدة جنوب دمشق وحتى الجولان، تقضي بمنع أي تواجد عسكري غير خاضع لشروط إسرائيل.

الخلاف مع واشنطن… وموقع تركيا

بحسب مخول، فإن هناك تباعدًا بين موقف حكومة نتنياهو وإدارة ترامب، التي رغم عدم معارضتها المباشرة للهجمات الإسرائيلية، تفضل تعاونًا مع تركيا وقطر في الملف السوري، خاصة بعد رفع العقوبات الأمريكية وبدء تدفق الاستثمارات لإعادة إعمار البنية التحتية في سوريا.

ويؤكد أن تركيا هي المستفيد الأكبر من التوتر، إذ يعزز تدخلها نفوذها في سوريا على حساب مشاريع إسرائيلية مثل إدخال دمشق في إطار اتفاقيات أبراهام. ويشير الباحث إيتان كوهين من مركز ديان إلى أن "الصدام الإسرائيلي السوري هو انتصار استراتيجي لأردوغان".

الداخل الإسرائيلي: غياب الإجماع

يوضح مخول أن إسرائيل تشهد انقسامًا داخليًا حول دوافع وأهداف التدخل، فبينما يدافع بعض المحللين عن استمراره لحماية الدروز أو الكرد، يرى آخرون مثل الصحفي العسكري رون بن يشاي أن الموقف الإسرائيلي مرتبك وغير محسوم، ويتساءل: "هل نريد وحدة سوريا أم تفكيكها؟".

حماية الأقليات… أم ذريعة سياسية؟

وحول الخطاب المتكرر بشأن "حماية الأقليات"، يرى مخول أنه يُستخدم كغطاء سياسي وإعلامي، مشيرًا إلى أن أصواتًا إسرائيلية بارزة تؤكد أن الدولة ليست ملتزمة إلا بدروزها المواطنين، وليس الدروز في سوريا، بل إن الخطاب قد يعرضهم للخطر بفرض تحالف قسري عليهم مع إسرائيل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com