في حديث لموقع بكرا، أعرب الباحث الإسرائيلي أساف دافيد عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بـ"الانهيار الكامل" للوضع الإنساني في قطاع غزة، مشيرًا إلى تصاعد المجاعة إلى مستويات وصفها بأنها "غير مسبوقة"، وذلك من خلال تقارير وشهادات يتلقاها مباشرة من سكان القطاع، ومن منشورات علنية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال دافيد:"منذ يومين، بدأت تصلني بشكل متسارع رسائل عامة وخاصة من غزة تتحدث عن تدهور خطير في حالة الجوع، وعن أعراض جسدية صادمة تشمل الدوار، الإغماءات، القيء، والإرهاق الكامل. هناك مئات يتوافدون إلى مراكز طبية بالكاد تعمل. أطفال يفقدون وعيهم بسبب الجوع."
واستعرض دافيد بعض الرسائل المؤثرة التي تلقاها، منها رسالة كتبها أحد معارفه من غزة، في مساء الخميس:"دخلنا في عدّ تنازلي. لا طعام، لا مياه للشرب. اليوم لم نأكل شيئًا، وغدًا أيضًا لن نأكل. هذا هو ملخّص الوضع في غزة."
ويضيف دافيد:"في اليوم التالي، كتب نفس الشخص منشورًا عامًا قال فيه: منذ الصباح أبحث عن شيء يؤكل ولم أجد. وبعد ساعتين، نشر صورة لحساء بسيط أعدّه من كيلو كوسا حصل عليه بصعوبة لعائلته."
موت جماعي
وأشار دافيد إلى منشور آخر كتبه صحافي من غزة يتابعه أكثر من 113 ألف شخص، جاء فيه:"إذا لم يدخل المساعدات خلال 48 ساعة، خاصة حليب الأطفال والدقيق، استعدوا لموت جماعي من الجوع لم يشهد له التاريخ مثيلًا. نحن ضعفاء، نعيش على فتات غذائي منذ أسابيع، أجسادنا هزيلة. لم يبق شيء يؤكل. لدي مال، لكن لا يوجد طعام في أي مكان."
كما نقل دافيد منشورًا آخر كتبه أحد النشطاء الغزيين، قال فيه:"لا فنان كلاسيكي أو حديث يستطيع تخيل المشهد: فتاة تنهار من الجوع، جسدها منهك، تتكئ على حافة قدر طعام فارغ، عيناها غائرتان، وجهها شاحب، والقدر الفارغ يجذبها إلى الأرض. 20 شهرًا من القتل والتجويع والدمار رسمت هذه اللوحة، وكل ألوانها سوداء: سواد النار، وسواد الهواء، وسواد الأواني الفارغة."
وفي ختام حديثه لـ"بكرا"، أطلق أساف دافيد صرخة تحذير مدوية:"عدد السعرات التي نحسبها بدقة لن يمنع المجازر. هو فقط يطيل أمدها. المجاعة قائمة، والكارثة تتفاقم. يوم الحساب سيأتي، سواء في هذا العالم أو في العالم الآخر."
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق