أجرى موقع "بكرا" لقاءً مع الصحفي السوري الأستاذ حيدر مخلوف، لمتابعة آخر التطورات في محافظة السويداء، التي تشهد منذ أيام حالة من التوتر الأمني المتصاعد.

وقد أوضح مخلوف أن الوضع في المدينة اليوم يشهد هدوءًا نسبيًا، في حين لا تزال الاشتباكات تتجدد على أطراف المحافظة، وخصوصًا في القرى الغربية والجنوبية الغربية، المحاذية لمحافظة درعا.

اشتباكات على الأطراف وتحركات للعشائر

وقال مخلوف إن العشائر تحاول من خلال هذه الاشتباكات تثبيت نقاط تَواجُد جديدة في قرى كانت قد خسرتها في وقت سابق، مشيرًا إلى أن تلك الاشتباكات لا تؤثر على الوضع العام داخل مدينة السويداء بشكل مباشر.

وأضاف أن قوافل المساعدات بدأت بالوصول إلى المدينة، حيث دخلت بدايةً مساعدات طبية، تبعتها قوافل غذائية قادمة من دمشق وبعض المحافظات الأخرى، وذلك بتوجيهات من الحكومة السورية الحالية.

ورغم ذلك، أشار مخلوف إلى أن الأمن لم يُستعد بالكامل حتى اللحظة، وهناك تخوف كبير من عمليات انتقامية قد تقوم بها قوات الحكومة السورية، التي تسعى، بحسب قوله، إلى توسيع انتشارها في المدينة، بالتعاون مع وجهاء المنطقة المحليين.

وحول هذا التعاون، قال مخلوف إن هناك وعودًا مستمرة من قبل المسؤولين السوريين بأن المرحلة الحالية ستكون مختلفة عن الفترات السابقة، والتي شهدت دخول عناصر من وزارة الدفاع إلى السويداء تحت ذريعة "بسط الأمن"، إلا أن الواقع، بحسب تعبيره، كان مختلفًا تمامًا، حيث وقعت انتهاكات خطيرة من قتل واغتصاب وحرق وذبح للمواطنين.

مذبحة بحق عائلة مسيحية ووعود بتدخل من داخل المحافظة

وتابع مخلوف حديثه بالإشارة إلى ما وصفه بـ"أكبر دليل على الوحشية"، موضحًا أن العشائر، مدعومة بعناصر من وزارة الدفاع السورية، اقتحمت أمس منزل أحد القساوسة في جنوب أو غرب محافظة السويداء، وقتلت 12 شخصًا من أفراد عائلته، من بينهم أطفال وشخص مقعد.

وأشار إلى أن المخاوف الأمنية لا تزال قائمة، مؤكدًا أن انتشار القوات سيبدأ خلال ساعات، رغم عدم وجود خطة إعلامية واضحة أو معلن عنها حتى الآن.

وقال مخلوف إن المعلومات التي وصلت من مصادر أهلية في السويداء، بالإضافة إلى تقارير إعلامية، تؤكد أن مدير أمن المحافظة، أحمد الدالاتي، عقد اجتماعًا مع وجهاء المنطقة، اتُّفق خلاله على إشراك ضباط سابقين وعناصر أمن من أبناء السويداء أنفسهم، يرافقهم عناصر أمن من دمشق، بهدف تثبيت الأمن في نقاط محددة، ونشر حواجز لمنع وقوع أي انتهاكات جديدة.

كما أشار إلى أن من ضمن الخطوات المتوقعة تسليم بعض الأسلحة الثقيلة التي كانت بحوزة سكان المدينة، ومنع دخول الآليات الثقيلة مثل الدبابات ومضادات الطيران إلى داخل المدينة، مشددًا على أن الحواجز الأمنية ستكون الوسيلة الأساسية لضبط الأمن ومنع تصاعد العنف في الفترة القادمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com