في لقاء خاص مع موقع "بُكرا"، قال الكاتب والمحلل السياسي أنطوان شلحت إن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة ولقاءه بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لم تخرج بأي نتائج معلنة، لكنها كشفت عن نوايا مزدوجة: خفض "ثمن" صفقة التبادل مع حركة حماس من جهة، والإبقاء على خيار الحرب ضد قطاع غزة مفتوحاً من جهة أخرى.
وأكد شلحت أن ما تسرب من اللقاءات يعكس سياسة متعمّدة تقوم على السرّية والغموض، مشابهة لما سبق أن استخدمته إسرائيل قبيل مهاجمة إيران أو قبيل "اتفاقيات أبراهام". وبحسب ما نشره مئير بن شبات، المستشار السابق لنتنياهو لشؤون الأمن القومي، في موقع "معهد مسغاف"، فإن هذه السرّية تخدم أهدافًا استراتيجية طويلة الأمد.
أولاً: تفاهمات غير معلنة ومخاوف من صفقة "تبادل" بثمن منخفض
يرى شلحت أن نتنياهو يسعى من خلال الغموض المقصود إلى تقليص التنازلات المطلوبة لإتمام صفقة التبادل مع حماس، في الوقت الذي يستمر فيه بالتلويح بخيار القضاء على الحركة. وأضاف:
"نتنياهو يصرّ على الجمع بين أمرين متناقضين: صفقة تبادل أسرى، وتدمير حماس. وهذا يعكس أزمة حقيقية في التوجه الاستراتيجي لحكومته".
ثانياً: خلافات مع ترامب حول إيران وخيار "الاتفاق الجديد"
يؤكد شلحت أن الملف الإيراني شكّل نقطة مركزية في النقاش بين نتنياهو وترامب، لكن الطرفين اختلفا في طريقة المعالجة.
ففي حين يرى ترامب أن التهديد بشنّ هجمات يمكن أن يدفع إيران نحو اتفاق جديد، فإن إسرائيل لا تزال تشكّ في نجاعة الحلول الدبلوماسية. كما أن إيران نفسها تطالب بضمانات أمنية قبل العودة إلى طاولة المفاوضات.
ثالثاً: خطة “المدينة الإنسانية” تكشف نوايا التهجير والتطويق
وأشار شلحت إلى خطورة ما بات يُعرف بخطة "المدينة الإنسانية" التي طرحها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، واعتبرها محاولة مكشوفة لـ تهجير جماعي لسكان رفح ومناطق الجنوب.
"نتنياهو يسعى لإقامة منطقة محاصرة بالكامل، يتم فيها احتجاز مئات آلاف الفلسطينيين في خيام، تحت رقابة أمنية مشددة، وبإدارة جهات دولية لم تُحدَّد. هذه ليست خطة إنسانية، بل إجراء عقابي وتطويقي لا ينسجم مع أي من المعايير الدولية"، يقول شلحت.
التقييم الختامي
واختتم شلحت حديثه لـ"بُكرا" بالقول إن المأزق السياسي لنتنياهو داخل إسرائيل – سواء بسبب تراجع شعبيته أو القلق من تفكك حكومته – يدفعه إلى سياسات مزدوجة وغير محسومة. ومع اقتراب عطلة الكنيست، فإن أي اتفاق مع حماس قد يُرحَّل إلى ما بعد نهاية تموز، ما يعني مزيدًا من التصعيد والمراوحة.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق